عاملون بالأنفاق يبتكرون وسائل لتعطيل بناء الفولاذي @@@@
___________________________________________
رفح-هادي إبراهيم-الرسالة نت
يقول فلسطينيون يعملون في حفر الأنفاق إنهم يسعون لابتكار وسائل تمكنهم من تعطيل غرس الجدار الفولاذي من قبل الأطقم المصرية في باطن الحدود الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية والمصرية.
وعلى الرغم من محاولات الفلسطينيين المتكررة إلا أن طواقم العمل المصرية باتت خلال الأسبوعين الماضيين تسرع من وتيرة عملها في تشييد الجدار الفولاذي خلال ساعات الليل وفق ما تقول مصادر أمنية وسكان يقطنون قرب الحدود.
وقال أحمد الحمايدة الذي يقيم في منزل متواضع جنوب شرق رفح أن الأصوات المنبعثة من باطن الأرض والحدود أربكت حياة أسرته.
وأوضح الحمايدة وهو يشير إلى رافعة عملاقة في الجانب المصري "إنهم يعملون في الليل ولا نستطيع أن ننام جراء الأصوات المزعجة".
ولجأ مالكو أنفاق في غزة إلى خطوات يعتقدون أنها يمكن أن تؤخر بناء الجدار أبرزها إطلاق النار على الرافعات بهدف تعطيلها وقص بريمات الحفارات في باطن الأرض أو اللجوء إلى توصيلها بالكهرباء.
وقال أحمد قشطة وهو شاب في مقتبل العمر يعمل في حفر الأنفاق إنه تمكن من قص ثلاثة بريمات لحفارات تعمل قرب نفق تمتلكه عائلته في منطقة حي السلام جنوب شرق رفح.
وبحسب قشطة فإن بعض مالكي الأنفاق لجئوا في الفترة الأخيرة إلى توصيل الكهرباء في بريمات الرافعات بهدف تعطيل عملها إضافة إلى محاولة قص القضبان الحديدية.
وتحدث قشطة لـ"الرسالة نت" بينما كان متظاهرون غاضبون يرشقون الأمن المصري بالحجارة خلال تظاهرة دعت لها حركة حماس للتنديد بتشييد الجدار الفولاذي والاعتداء على قافلة "شريان الحياة 3".
من جانبه، قال مسؤول أمني لـ"الرسالة نت" أن طواقم العمل المصرية تستغل ساعات الليل وتغرس قضبانا حديدية على عمق 20 إلى 30 مترا في باطن الأرض.
وأوضح أن هذا العمل يبدأ مع حلول ساعات المساء وحتى ساعات الفجر وسط إجراءات أمنية مصرية مشددة.
وقال المسؤول الفلسطيني إن وتيرة العمل تزايدت في المنطقة الواقعة بين معبر رفح وحي السلام الفلسطيني.
واشتكى سكان يقطنون قرب الحدود تحدثوا لـ"الرسالة نت" من الأصوات التي تحدثها الرافعات والحفرات المصرية التي تعمل على الحدود.
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية وغربية كشفت النقاب الشهر الماضي عن مشروع الجدار الفولاذي المزود بشبكة لضخ المياه الذي شرعت مصر بتنفيذه بدعم وإشراف أمريكي فرنسي.
لكن القاهرة لم تؤكد تلك الأنباء رغم إعلانها أن الإجراءات المصرية على الحدود مع غزة تأتي لحماية الأمن القومي المصري ووقف عمليات التهريب عبر الحدود.
وجرت عدة تظاهرات في غزة وعدد من البلدان العربية والأوربية تطالب بوقف بناء الجدار الفولاذي من قبل مصر وذهب بعض علماء الدين الذين شاركوا في تلك التظاهرات إلى تحريم هذا العمل.
ويخضع قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني لحصار إسرائيلي منذ صيف العام 2007.
وقال أبو يوسف الذي يمتلك نفقا قرب بوابة صلاح الدين : لن نسمح لهم بأن يقتلونا (..) العمل في الأنفاق سوف يستمر".
وأضاف بصوت غاضب "بالكهرباء والقنابل سنهزم الجدار ومن يقف خلفه".
وتفيد تقارير صحافية غربية أن السلطات المصرية أنهت بناء 40 في المائة من الجدار الفولاذي الذي سيمتد لحوالي 11 كيلو مترا.