مقامات رمضانية 6
المقامة السادسة
مبادرة الصائم نحو فطوره ، وتأنيه في وجبة سحوره ، دليل فقهه ، وحرصه على حسن متابعة نبيه .
ففي تقديم الإفطار ، وتأخير أكلة الأسحار ، تضييق لمسالك الجوع والعطش في ساعات النهار .
فلا يزال الناس بخير ، ما عجلوا الفطور ، وأخروا السحور . ذلك توجيه النبي المختار ، لأمته في جميع الأعصار ، وجميع الأمصار . عليه صلاة الله ما تعاقب الليل والنهار ، والشمس والظلال ، وسبح المسبحون بالعشي والإبكار. من أخذ بتوجيهاته في كل أمر سعُد ، وعن الشر بعُد . فإذا رمت السعاة الأبدية ، في الأولى والآخرة ، فالزم توجيهات الحبيب في شئونك كلها ، ولا يفوتك ذرة من حياتك أن تعرضها عليها . فذلك الهدى والرشاد ،والحكمة والسداد . فقد جربه العقلاء ففازوا في الدنيا والآخرة ، وأهمل المفرطون فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة . فقد تبين لذي عينين كيف نجا الناجون ، وهلك المفرطون . فأي ذين يسارع العاقل إليه، ويقتدي به ، وأيهما يتجافى عنه ، ويحذر منه ؟ اللهم إنا نسألك إخلاص النية ، وحسن المتابعة .