ان في حضور مجالس الذكر فضائل عده لاتخفي علي كثير منا فمن فضائل حضور تلك المجلس المباركه.
1-احياء القلوب .فالقلوب الميته تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالمطر.
2-تبعث في النفس الزهد في الدنيا والرغبه في الاّخره لما فيها من ذكر لعيوب الدنيا وذمها وذكر لنعيم الجنه والترغيب بها وذكر لاهوال النار والترهيب منها .
3 -في مجالس الذكر تنزل الرحمه وتغشي السكينه وتحف الملائكة أهلها ويذكرهم الله فيما عنده. فهم قوم لايشقي بهم جليسهم فربما رحم معهم من جلس اليهم وان كان مذنبا.
ولكن كيف يكون حال من حضر مجالس الذكر بعد مغادرتها.[/u][/b][/u]
هنا ينقسم هؤلاء الي عدة اقسام .قسم يرجع الي هواه فلا يتعلق بشئ مما سمع ولايزداد هدي ولايرتدع عن ذنب ويشتغل قلبه بالدنيا عن استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه .وقد وصفهم الله بالاية التاليه بسم الله الرحمن الرحيم(أولئك الذين طبع الله علي قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) ومنهم من ينتفع بما سمع فيرده عن المحرمات ويلتزم بالواجبات. ومنهم من يرتقي الي ارقي من ذلك وهو التشمير في النوافل والطاعات والتورع عن ادق المحرمات ويشتاق الي اتباع السلف. فالمواعظ تعد سياط تضرب القلوب بها فتأثر بالقلوب كتأثير السياط بالبدن .فلقد كان السلف اذا خرجوا من مجالس الذكر خرجوا وعليهم السكينه والوقار حتي أنهم لايستطيعون تناول الطعام .ولكن كي نحقق هذا التأثير في القلوب فيجب أن تخرج الموعظة من القلب لتصل الي القلب.أما اذا خرجت من اللسان فانها تدخل من أذن لتخرج من الاخري. فلقد قال السلف ان العلم ان لم يرد من موعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا. وقال صلي الله عليه وسلم ( لوتدومون علي الحال التي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكه00000)
ولكن هذا لا يعني ان ينقطع المرء الي العبادة فقط ويهمل ما عليه من حقوق تجاه أهله ونفسه وعمله فيقعد عن طلب الرزق ويهمل الاهل ليتفرغ لطلب العلم في مجالس الذكر. فالمرء يستطيع أن يحضر تلك المجالس ليشارك في التعليم والعلم ويكسب رزقه ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكروهؤلاء يعتبرون خلفاء الرسل .