[FRAME="7 70"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة:
لقد أقيم مخيّم دعوي في قرية ( غميقة ) إحدى قرى محافظة الليث الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، واستمر قرابة أسبوع كامل، ويقدّر عدد الحضور له يومياً ما لا يقل عن ( 500 ) شخص.
في إحد أيام هذا المخيّم الدعوي كان هناك لقاء للداعية: سعيد بن دغش الرومي الحارثي ( أبو دغش ) وكذلك الداعية: عبدالله الشمري ( أبو غازي )،، ولقد تخلل هذا اللقاء إقلاع بعض الناس من شعراء ومغنيين ومتعاطي مخدرات وغيرها عن بعض المعاصي ،، ولقد قامت جريدة عكاظ مشكورة بتغطية كاملة عن هذا المخيّم الدعوي ونشرته في صفحة كامل بصحيفتها.
وبعدما نشرت جريدة عكاظ ما حصل في لقاء الداعية ( أبو دغش ) والداعية ( أبو غازي )، قام كاتب عكاظ المعروف ( عبدالله الجعفري )
بالتعليق على ما قام به الداعيين أبو دغش وأبو غازي من تسليم ( 500 ) ريال لكل تائب قائلاً:
هل أصبحت التوبة لها ثمن نقدي.. وهل سنرى في القريب العاجل جدولاً يحدد قيمة التوبة عن كل معصية..
ووصفهم بالمغاليين والجهلة في موضع آخر ... ألخ.
بعد ذلك قام الداعية / سعيد بن دغش الرومي الحارثي ( أبو دغش ) بالرد على ما جاء في خطاب الكاتب: الجعفري. وفضّل أن يطرح الرد هنا في الساحة العربية والتي تعتبر اكبر موقع حواري في العالم من ناحية عدد الزوار وتتمتعها بشعبية عريضة وهي بلا شك صرح كبير وعريق
وحتى لا أطيل عليكم دعوني الأن أترككم مع خطاب الرد، وذلك بعدما قام الداعية أبو غازي بتسليمي خطاب رد الداعية أبو دغش وطلب نشره هنا وقد عنونه بــ ( توضيح الحقيقة ) والذي جاء فيه:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد اطلعت على ما نشرته جريدة عكاظ في عددها 14446 للكاتب / عبدالله بن عبدالرحمن الجعفري يوم الخميس 16/2/1427هـ وقد أشار إلى ما نشرته الجريدة نفسها من لقاء في غميقة وما كان فيه من إقلاع بعض الناس عن بعض المعاصي التي أشار إليها من شعراء ومغنيين ومتعاطي مخدرات وغيرها بعد لقاء للداعية أبي دغش وأبي غازي وبد اطلاعي أحببت أوضح الصورة للقراء المطلعين على الخبر وللكاتب كذلك :
أولاً: أحب أن الفت النظر إلى أ هناك فرق بين من يتكلم عن الدعوة والدعاء وهو ليس منهم ولم يسلك سبيلهم فالدعوة لها طرق وأساليب ومداخل ومخارج لا يعرفها ألا من درسها عاش في غمارها، فكيف نقدها وينقد أهلا من ليس له فيهلا لا ناقة ولا جمل، فمن أرد الكلام عنها ولم يعمل فيها ويتعلمها ويعيش حياتها فعلى الأقل لا يدخل نفسه فيما لا يخصه وفي الحديث " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"
ولو أن الرد كان من العلماء المعروفين بالدعوة والجهات المختصة بالشؤون الإسلامية لكان مستساغاً ولن يكون الكاتب الجعفري أغير على الإسلام من الجهات المذكورة فالعلماء والدعاة المخلصون في هذه الدولة يعلمون ما للمعاصي من سوء عاقبة على البلاد والعباد وللطاعات من ثمار يانعة وخير في الدنيا والآخرة. ولا ننسى ما حل في بلاد المسلمين من نكبات وما تعرضت له عدد من الشعوب المسلمة من دمار بسبب البعد عن الله وكثرة المعاصي.
وكما قال الله ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، وقال عز وجل ( فلولا إذا جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم ) قال أحد العلماء ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة والله لو علم هذا الكاتب ومن على شاكلته ما للدعاء من جهود في توجيه الناس بإبعادهم عن المعاصي وخدمتهم للبلاد والعباد ما تجرأ على هذا الكلام قال أبن رجب رحمه الله على قوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) قال يدفع الله العقوبة عن أهل المعصية بأهل الطاعة.
لولا الذين لهم ورد يصومون *** وآخرون لهم ورد يقومون
لدكدكت أرضكم من تحت سحرا *** لأنكم قوم سوء لا تطيعون
كيف تجند الدولة إمكانياتها وقدراتها ودعاتها في محاربة المخدرات ومحاربة الباطل وغيرها ثم يأتي كاتباً ليس يهودياً ولا نصرانياً إنما من بني جلدتنا ويتكلم بألسنتنا ويطعن في كل هذه الجهود ويقول ( أما آن لنا أن نلتفت إلى إرهاب الفكر الذي يفرخ إرهاب السلاح ) ويحك أيها الكاتب كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا.
إن جميع المخيمات والندوات التي أقيمت هي خطوة لمحاربة هذه الأفكار، لكن ولله الحمد الناس الذي يندسون داخل الصفوف ليفرقون بين الدولة والدعاة معروفين ومكشوفين.
صه لأن تعدو قدرك أنت ومن على شاكلتك الدعاة والدولة في هذه البلاد على بيعة صادقة ونية خالصة لنصرت دين الله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه
ثانياً: كيف تتهم الدعاة والذين في الأمسية على قولك بأنهم مغالين ونشوش على الإسلام وتنال منهم وأنت لم تحضر ولم تسمع ما حصل ولم تذكر شي من حسنات المخيم وإنما هو في نضرك تشويه وغلو، والقائمين عليه من التربية والتعليم ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).
ثالثاً: اتهامنا بقولك أن هؤلاء النفر من الناس يحاولون إرجاعنا للجاهلية، هل يعقل أن كل من كان موجود في تلك اللليلة من مربين ومثققفين ومعلمين ودعاة وقضاة هم جهلة ؟!!
أنت بهذا تتهم الدولة التي تدعم هذه الأنشطة بالتقصير والتفريط ووضع الأمور في غير محلها وهل الجهل والجاهلية إلا في المعاصي من الغناء والنظر في الصور المحرمة والأفلام والجلوس أمام الدشوش لمشاهدة العري والمجون والأشعار المحرمة والمخدرات والتدخين والمعاكسات هذه كلها من أمور الجاهلية الذي تبذل الدولة حفظها الله كل ما تستطيع لمحاربتها.
ولكن أقول كما قال عمر رضي الله عنه فيما يروى عنه ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا شب في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ).
ونحن ولله الحمد لا ندعو إلى التخلف عن الركب والحضارة والتقدم بل ندعو إلى التقدم في كل مجالات الحياة إذا لم نخالف شرع الله وهذه عقيدة ثابتة لا تقبل النقاش، فأين أمور الجاهلية التي تزعم، هل عندكم من علم فتخرجه لنا.
رابعاً: قولك ( وهل الشاعر الذي كرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتساوى مع التائبين من أهل الحشيش وأهل المخدرات ) أقل أثبت أننا تكلمنا عن الشعراء ولو بكلمة واحدة إنما هذا شاعراً كان يقول أشعار غزل وإشعار محرمة وتاب إلى الله من الأشعار المحرمة وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشعر كالكلام حسنه حسن قبيحه قبيح )، وقال ( لأن يمتلي جوف أحدكم قيحاً وصديداً خير له من أن يمتلي شعرا )، وأما تحريم الغناء فالإدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
خامساً: قولك ( هل أصبحت التوبة لها ثمن نقدي وهل سنرى في القريب العاجل جدولاً يحدد قيمة للتوبة ) ؟؟
أقول: أنبته على نفسك هذا استهزاء وسخرية بالتوبة ألم تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتآلف قلوب الناس بالماء. لقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل غنماً بين جبلين أعطى الأقرع ابن حابس وعيينه بن حصن مال كان يتآلف القلوب لذا الدين ولا زال ولاة أمرنا ولله الحمد يعطون حفظه القرآن والسنة المال والجوائز الكثيرة الذي يبدو أنك تجهل كثيراً من الأمور ولا تفرق بين الجوائز التشجيعية والمحفزات التي ليس فيها محظور شرعياً كقولك ( ثمن التوبة )، وبعد أما آن لنا أن نلتفت إلى جمع الكلمة وعدم تفرقة الأمة بالخزعبلات التي لا تغني ولا تسمع من جوع.
(( في غيبوبة الدور المثالي من العقلاء تظهر الرويبضة ))
[/FRAME]