نتنياهو يهدد: إعلان دولة فلسطينية يقابله قصف الضفة
الاثنين 28 ذو القعدة 1430 الموافق 16 نوفمبر 2009
الإسلام اليوم/ وكالات
حَذَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو من اتخاذ الفلسطينيين أي خطوات أحادية من شأنها هدم الاتفاقيات السابقة بين الطرفين، وألمح إلى إمكانية قيام قوات الاحتلال بقصف الضفة إذا أقدمت السلطة الفلسطينية على إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وجاء ذلك عقب تصريحاتٍ فلسطينية بالاستعداد لطلب دعم الأمم المتحدة بإعلان الدولة من جانب واحد.
واعتبر نتنياهو في خطاب أمام منتدى "سابان" في القدس أنه لا بديل عن المفاوضات لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
ودعا الفلسطينيين إلى الشروع فورًا في مفاوضات "وبدئها بروح جيدة وحتى بروحٍ سخية، وأنا أتحدث عن جانبنا... وبودّي أن أوضح أني لا أضع شروطًا مسبقة أمام الفلسطينيين من أجل الدخول في محادثات".
وأضاف: "بالإمكان أن يعجب المرء من الإسهام الكبير للخطوات التي نفذناها من خلال التسهيلات على الحركة ونسيج الحياة لدى الفلسطينيين، وأنه أعجب من تحسن أداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واعتبر أن لهذا التحسن في الوضع الاقتصادي والوضع الأمني ينبغي الآن إضافة السلام السياسي".
وفي وقت سابق أبدى مسئولون صهاينة امتعاضًا من نية الفلسطينيين الإعلان عن قيام دولة من جانب واحد متوقعين امتناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القيام بهذه الخطوة وفق ما نقلت الإذاعة العبرية.
ووفقًا للمصادر الإسرائيلية نفسها فإن هناك عدة أسباب تمنع عباس وقيادة السلطة الفلسطينية من الإقدام على خطوة كهذه، بينها أن الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد سيكرس الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.
بدورِه قال رئيس الكيان الصهيوني المتطرف شمعون بيريز الذي يؤدي زيارة للبرازيل لمراسلي وسائل الإعلام العبرية: إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام.
وأضاف: "هذا أمرٌ مستحيل ولن ينجح، وليس مقبولًا أن يغير الفلسطينيون موقفهم كل يوم وحالة الغضب (لدى الفلسطينيين) لا ينبغي أن تكون نهجًا سياسيًّا".
من جانبه عبَّر وزير الخارجية الصهيوني المتطرف أفيجدور ليبرمان في خطاب أمام منتدى سابان السياسي السنوي مساء السبت عن معارضته لانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967م وقيام دولة فلسطينية.
وجاءت ردود الفعل الإسرائيلية هذه على تصريحات لرئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال فيها: إن القيادة الفلسطينية بصدد حشد التأييد لفكرة التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967م عاصمتها القدس الشرقية من جانب واحد.
وأشار إلى أن هذا القرار يحظى بدعم وزراء الخارجية العرب، لكن المسئول الفلسطيني امتنع عن تحديد وقت اتخاذ هذه الخطوة قائلًا لوكالة رويترز: "سنبدأ عندما نكون مستعدين".
من جانبه قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض -الذي حدد في يونيو هدفًا بإقامة مؤسسات الدولة خلال عامين: إن الوقت قد حان كي يتحمل المجتمع الدولي بنفسه مسئولية إنهاء الاحتلال.
في المقابل دعا الرئيس الفلسطيني القوى والدول والهيئات الدولية إلى إنقاذ مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط "حتى ينعم الجميع بثمارها".
وأكَّد عباس في رسالة مكتوبة للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ21 لإعلان الاستقلال التي توافق يوم أمس أن عملية السلام هي "خيار استراتيجي ننشده ونتبناه حتى ينعم الجميع بثماره".
وحذَّر من أن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة "لتخريب وتغييب ممنهج ينذر بأوخم العواقب"، ملقيًا المسئولية عن ذلك على إسرائيل جراء "استمرار تعنتها وتنكرها لمرجعيات عملية السلام والتزاماتها ومتطلبات إنجاحها وتحقيق أهدافها".
ورفض عباس مقترحات أمريكية لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ديسمبر الماضي بسبب رفض الاحتلال الوقف الشامل للاستيطان والالتزام بحلّ الدولتين ومرجعية عملية السلام.