<div align="center">رسالة إلى أبي في غوانتانامواأبي
بدونك ...
الحياة مشنقة رديئة ..
الوقت يمر ..
كعربة مكسورة العجلات ..
أشكل من قفصك سكاكين جز ..
و أنا انتحب على سجادة صغيرة ..
***
تعالي يا كل الأشياء السعيدة و انظري إلي جيدا ..
هيا أدخلي في عين الإبرة و رتقي حزني المبعثر ..
دعيني أبدو كمهرج ..
أضحك و قلبي مطعون الأشلاء ...
***
أتوشح بقاياي و أوزع السكاكر على أخوتي الصغار
هيا اضحكوا ..
يا صغار اجعلوا الحزن يغرب عن قلبي قليلا ..
هيا لونوا معطف أبيكم البرتقالي بالبياض .. هذا الذي أظلله ببكاء مهدود ...
احتمالات انسكابي تبدأ بالإرتفاع ..
***
الدمع يسقيها بغزارة مطر صاخب ...
أوراق مصحفي تصلبت لكثرة ما أسبلت عليها من غيمتين باهتتين في وجهي ..
يا الله
يا الله
يا الله
أنقذ أبي ..
***
تعلمت كيف أرسم وجوها باسمة بألواني الخشبية التالفة ..
كي أبدو أقوى من سنبلة منكسرة ..
لم أكن أعلم أن التظاهر يؤلم أكثر من دحرجة القلب على أرض تتمايل نارا ...
***
أجدني كساحة مشردين امتهنوا الدمع ..
ألصق رأسي بيدي .. أضغط على عيني قليلا لتهدئا ..
حلقي محترق بالأنات .. مشوي ألما
أزدرد الماء .. أرطب حنجرتي ...
لا أعلم كم يلزم سقاءً أن يملأ بئرا فارغة .. ساخنة .. لا قاع لها .. بالماء ؟
الماء يخرج من عيني سريعا ...
***
ألملمني و أدع الدمع يبعثرني ..
أرتشف الماء ممتزجا بالعلقم ..
أقذف داخل روحي نارا فتقذف آهات ..
***
تكورت كقطة حزينة اختبئت لتموت
يا لهذه الأعناق المشدودة نحوي
كفي عن إشفاقك البارد ..
دعيني أسنّ حدود عيني بصور أبي ... لتتقطع دموعي .. و تريها أكثر مما كانت ..
أهذا كل ما تريدين ؟
***
أنعكسُ في وجه مشرد
أتكورُ في مقلة صبي فقد أباه
أسكنُ في قلب امرأة فقدت ابنيها للتو
أرتبُ دموعي داخل أقفاص تلتهمها الشمس ..
***
كل الطيور تعود ...
أنت و رفاقك مركونون في كوة معزولة .. مجللون بالبرتقالي الحانق ...
الريش انتزع منك
الريح تصفق بجناحيك المنكسرين طويلا !!
نراك في معتقل بعيد جدا ... يبعد آلاف الآميال / الآهات ..
نبكي ..
لا نملك شيئا سوى أكف عارية تمتد نحو السماء .. تطلب العون ..
***
أنت عظيم و نحن مساكين ..
الظاهر يقتل آلافا بالزيف ..
نندب غربتك و ننكفئ كخيول مغمضة العينين ...
حوافرنا ترتكب المشي على أرض موبوءة بالجبن ..
لا تقلق أبتي ..
لم نقلق نحن ..
سيعود الطائر إلى العش .. كصقر منتفخ الريش عظيم ...
ستعود ..
و سيأتي يوم .. يتكور فيه الأطفال علينا ..
لنقص عليهم ..
كيف انتصر البرتقالي على علج أحمر ...
كيف انتصر الحق على الباطل ..
و سيبكي الأبناء ...
لكن
فرحا ..
و العزة موسومة على جبهة طفل ..
***
أبي
كن بخير ..
منقووووووول</div>