<div align="center">
<img src='http://www.waldee.com/images/top-w_04.gif' border='0' alt='user posted image' />
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قرأت موضوع جدا مهم فى موقع مجلة ولدى
وأحببت أن أن قل لكم لكى تعم الفائده
خاصة أنه يتطرق لموضوع حساس فى حياة الجميع
كان الإمام جعفر الصادق يقول: " من أحزن والديه فقد عقهما"،
وهذه الجملة الموجزة تحمل معنى عظيماً
طالما غفل عن الأبناء فوقعوا بسبب هذه الغفلة في ذنب العقوق،
وهو من أكبر الذنوب بل من الكبائر الموبقة التي توعد مرتكبها بالجزاء الشديد.
وإدخال الحزن على قلب الوالدين أو أحدهما
أمر لا يقدم عليه من نشأ على البر بهما والطاعة لهما،
وتعلم منذ نعومة أظفاره حبهما والحنو عليهما،
لأن البر والطاعة والحب والحنو مشاعر تحول بين المرء وبين قسوة القلب
وتبغض إليه كتمان عواطفه، وتحميه من الغلظة والجمود والجفاء،
وهذه كلها هي التي تسهل عليه- إن أصيب بها –
أن يرى الحزن في عيني والديه فلا يأبه له،
وأن يعرف أن تصرفاً – مهما كان تافهاً- يضايقهما
فيقدم عليه غير مبال بهذا الضيق.
وأول ما يصنع بالإنسان هذا الصنيع الشنيع
هو تنشئته على عدم الاهتمام بأبويه،
وعلى قلة الاكتراث برضاهما أو غضبهما،
وهي تنشئة لا تقصد ذلك طبعاً،
بل الأغلب أن تقصد الاهتمام به هو،
ورعاية جانبه، والتلطف معه
ولكنها تنقلب وبالاً عظيماً حين توضع هذه المقاصد في غير موضعها.
فأنت ترى كثيراً من الآباء والأمهات يرغبون في ترك أبنائهم وبناتهم أحراراً
لا تقيدهم الواجبات العائلية ولا المسؤوليات الاجتماعية،
فإذا خرج الوالدان لزيارة الأهل والأقارب وأبى الطفل صحبتهما-
لأن الزيارات مملة بالنسبة إليه-
تركاه وما يشاء إما مع إخوة أعمارهم متقاربة وكلهم أطفال
وإما مع خادمة أو مربية تغتنم فرصة خلوها من مراقبتهم
لتهتم بنفسها وتعتني بشؤونها وتدع الطفل- في أحسن الأحوال-
لاهياً عابثاً أو تهتم هي به اهتماماً يفسده ويعوّده عادات سوء لا يتخلص منها إلا بشق النفس!
وإذا زار البيت زائر فدعت الأم أو الأب أولادهما إلى الترحيب به
والمشاركة في إكرامه تمنع بعض الأبناء متعللاً بالتعب،
أو بالواجبات الدراسية، أو بثقل دم الضيف أو بغير ذلك من الأعذار السخيفة،
والأبوان يحرصان على رضا الابن فيتركانه وحاله،
وقد يتشاكيان فيما بينهما حتى إذا ظهر الابن أمامه
ا كتما عنه ما يجدانه من غصة في نفسيهما
بسبب تصرفاته غير اللائقة رعاية لغضبه هو وتجنباً للإثقال عليه!
وإذا ضاقت بالوالدين ظروفهما
تراهما حريصين على ألا يشاركهما الأبناء مشاكلهما
لأن ذلك- وفي زعم الأبوين المرهف حسهما-
يجعل الأبناء يعانون معاناة لا تناسب سنهما،
وإذا مرض الأب أو الأم فإن أحدهما يخفي حقيقة ذلك المرض عن أبنائهما
حرصاً عليهم ألا يقلقوا أو يخافوا،
وإذا تعرضت الأسرة لمحنة
بسبب موقف لأحد الأبوين في عمله أو نشاطه السياسي أو علاقاته بأصدقائه
فإن الأبناء يكونون آخر من يعلم بحقيقة الأمر ودلالاته ونتائجه وآثاره
لأن الأبوين العاطفيين على الأولاد يريدان تجنيبهم كل عنت وكل مشقة
وهكذا ينشأ الابن غير متعلم كيف يعبأ بوالديه
وكيف يهتم بهمومهما وكيف يشاركهما المرارة كما يشاركانه حلاوة عيشهما
بل ينشأ غير مدرك أن في الحياة مرارات ومشقات ومنغصات وأسباب عنت لا تحصى ولا تعد،
وليس ذلك إلا لأنه لم يتعرض في نشأته الأولى لشيء من ذلك
ولم يسمع به ولم يتعلم كيف يجب عليه التصرف عند وقوعه،
وهو – عادة – إذا وجد أبويه فرحين
نسب هذا الفرح إلى نجاحه وفلاحه وذكائه وخفة دمه وقدرته على إسعاد من حوله،
وإذا رآهما ضائقين أو ضجرين أو مهمومين
نسب ذلك إلى الفجوة بين الأجيال
وإلى عدم قدرتهما على إحسان التصرف في الأمور العارضةوالمشكلات الطارئة!
كان أحد كرام الآباء إذا أراد الشكاية من أولاده قال
إنهم يظنونه قديراً على كل شيء،
ومؤهلاً للاستجابة لكل طلب منهم،
ويعتبرون رفضه أو إبداء عدم قدرته دليلاً على كراهيته لهم!
فقال له صديق كان يشكو إليه همه
اجمعهم حولك يوماً واشرح لهم بالتفصيل حقيقة الأوضاع التي تضايقك
واطلب منهم أن يخففوا عنك مطالبهم لأنك – ببساطة –
ليس في مقدورك تلبيتها واسألهم أن تكون مشاركتهم لك بالعمل لا بالقول
وانقل إليهم إحساسك بثقل الحمل عليك وكلفهم بالمعاونة عليه
بأن يكفوا عنك أذاهم حين يطلبون ولا تستطيع!
وكان الأب الكريم مذهولاً من هذه النصيحة
لكنه كان يثق في صاحبه فأجبها وأتت المكاشفة أكلها
وأثمرت مشاعر ود جديدة في الأسرة كلها
ورأت الأم التي كانت أكثر خوفاً من الأب آثار ذلك
فزادت من جرعة الصراحة بينها وبين البنات والأبناء
فتبدل حال الأسرة تبدلاً يكاد يكون تاماً
حتى إنك لا تحسبهم هم أنفسهم الذين كنت تراهم وتحادثهم!
إن تعليم الأولاد منذ الصغر وفي الطفولة الأولى،
أن للآباء مشاعر يجب المحافظة عليها،
وأن لهم حقوقاً لابد أن تؤدي،
وأن للعلاقات العائلية والاجتماعية ضرورات لا يجوز الإخلال بها،
وأن للبيت مطالب إذا لم يقوموا بها اليوم فلن يفهموا قيمتها عندما تكون لهم بيوتهم الخاصة..
إن الحرص على ذلك كله وما في معناه من صلة الرحم ورعاية الكبير
ومعرفة حق الجار وإكرام الضيف وإنزال الناس منازلهم
يجعل الابن في النهاية حريصاً على بر والديه وإسعادهما،
ويحميه من خطيئة العقوق التي يرتكبها بمجرد إحزانه لهما
والأبوان هما المسؤولان عن نجاة الأبناء وصلاح حالهم
بما يسلكانه معهم منذ يولدون إلى أن يستقلوا بشؤون أنفسهم.
للأستزاد ه ... لكم رابط المجلة
ولـــــــــــــدي</div>