المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة احمد شعاع
كان التابعي الجليل سعيد بن جبير
على عهد الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان ظالما سفاحا،
فوقف في وجهه سيدنا سعيد وتحداه وحارب ظلمه،
حتى قبض عليه،
فجيء به ليقتل،
فسأله الحجاج مستهزئا: ما اسمك؟ (وهو يعلم اسمه).
قال: سعيد بن جبير.
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير (يعكس اسمه)
فيرد سعيد: أمي أعلم باسمي حين أسمتني.
فقال الحجاج غاضبا: شقيت وشقيت أمك.
فقال سعيد:انما يشقى من كان من أهل النار، فهل اطلعت على الغيب؟
فيرد الحجاج:لأبدلنك بدنياك نارا تلظى!
فقال سعيد:والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك الها يعبد من دون الله!
فقال الحجاج:فلم فررت مني؟
قال سعيد:" ففررت منك لما خفتكم"( الشعراء:41)
فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة يا سعيد!
فقال سعيد: بل اختر لنفسك انت، فما قتلتني بقتلة الا قتلك الله بها!
فيرد الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا قبلك، ولن اقتلها لأحد بعدك!
فيقول سعيد:اذا تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك.
ولم يعد يحتمل الحجاج ثبات هذا الرجل العظيم، فينادي الحجاج مغتاظا:
ما الذي يضحكك؟
يقول سعيد: أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك!!
فاشتدغيظ الحجاج وغضبه كثيرا ونادى بحراسه: اذبحوه!!
فقال سعيد: وجهوني الى القبلة، ثم وضعوا السيف على رقبته،
فقال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.
فقال الحجاج: غيروا وجهه عن القبلة!
فقال سعيد: "ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله" (البقرة:115)
فقال الحجاج: كبوه على وجهه.
فقال سعيد:" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" (طه: 55 )
فنادى الحجج: اذبحوه! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير!
فقال سعيد: أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله ،
خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامة، ثم دعا قائلا:
الله لا تسلطه على أحد بعدي.
وقتل سعيد، والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة:
ما لي ولسعيد بن جبير! كلما أردت النوم أخذ برجلي!
وبعد 15 يوما فقط يموت الحجاج،
ولم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله.drawGradient()