الكذب و الكذابون

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

عرف الحكماء الكذب بأنه مخالفة الكلام للواقع، ولو شاءوا لأضافوا إلى كذب الأقوال كذب الأفعال، إذ لا فرق بين كذب الأقوال وكذب الأفعال في تضليل العقول، والعبث بالأهواء، وخذلان الحق واستعلاء الباطل عليه.

ولا شك في ان الكذب مصدر كل إثم وشر، وهو رذيلة الرذائل، فكأنه أصل والرذائل فروع له، بل هو الرذائل نفسها، وهو يأتي في أشكال وصور مختلفة، فالمنافق كاذب لأن لسانه ينطق بغير ما في قلبه، والمتكبر كاذب لأنه يدعي لنفسه منزلة غير منزلته، والفاسق كاذب لأنه كذب في دعوى الإيمان ونقض ما عاهد الله عليه، والنمام كاذب لأنه لم يتق الله في فتنه.

ان الكذب مآله الفضيحة والسقوط، وهو كفيل بنشر الفتن والشرور، ونزع الثقة بين الناس كافة، ولذلك حرمته الشريعة الإسلامية، وتوعدت الكذابين في الكتاب والسنة.
قال الله تعالى: «إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب» (غافر/ 28).

وقال سبحانه: «ويل لكل أفاك أثيم» (الجاثية/ 7).

وقال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، واذا اؤتمن خان».

ولعله من الأهمية بمكان ان نؤكد حقيقة، وهي ان الكذب إذا استشرى على لسان إنسان، أو أصبح جزءا من أفعاله، فلا يمكن على الإطلاق ان يتخلص منه إلا إذا شاء الله هداية الكذاب، وقد ذاق مرارة وآلام كذبه.

قال بعض الحكماء في كل من يستطيب الكذب: «من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه».

ـ الكذب باعث على سوء السمعة وسقوط الكرامة.

ـ الكذب يضعف ثقة الناس بعضهم ببعض.

ـ الكذب باعث على ضياع الوقت والجهد. ومن المفيد أن نذكر أهم دواعي الكذب، ومنها:

ـ العادة: فقد يعتاد المرء على ممارسة الكذب بدافع الجهل، أو التأثر بالمحيط المتخلف الذي يعيش فيه، فيضعف الوازع الديني.

ـ الطمع: وهو من أقوى الدوافع على الكذب، وتزوير الواقع، وذلك إشباعاً لنهم الكذاب.

ـ العداوة والحسد، وهما بمثابة سيف يسلط على الإنسان، فيكونان دافعينً للكذب وتزييف الواقع.

كما ان للكذب أنواعا، منها:

ـ اليمين الكاذبة، وهي أبشع صور الكذب وأشدها خطراً.

ـ شهادة الزور.

ـ خلف الوعد.

ـ الكذب الساخر.

سبل العلاج:

ـ أن يتدبر الكذاب مساوئ الكذب، وسوء العاقبة، المادية والأدبية.

ـ أن يستعرض فضائل الصدق ومآثره الجليلة.

ـ أن يروّض نفسه على الصدق ومجانبة الكذب.

ـ أن يلجأ إلى الله تائباً توبة نصوحا.

ـ أن يكون لشيوخ الدين والباحثين والدولة دور فعال في محاربة هذه الرذيلة بالوسائل والإمكانيات المتوافرة.

فويل كل الويل للصديق الذي يخون العهد، وللعالِم الذي يحرّف الكلِمَ عن مواضعه، والتاجر الذي يغش في سلعه، والصحفي الذي يتجر بعقول الناس، والمستشار غير الأمين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير وبارك فيكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي اليزيدي
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"(... وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ،
وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)". ( متفق عليه )

لك مني أجمل تحية
أخي اليزيدي
أحسن الله إليك
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

بارك الله فيكم