بسم الله الرحمن الرحيم
البكاء على أسوار الفاتيكان أم فتح روما؟
هل صحيح أن موت بابا النصارى فاجعة أصابت البشرية ؟! و هل صحيح أن موت "البابا" أفقد العرب بعامة و أهل فلسطين بخاصة النصير لقضاياهم؟! و هل صحيح أن "البابا" كان داعية "سلام" و وئام بين الحضارات و الأديان؟! وهل صحيح أن هذا المذكور هو نجاشي هذا الزمان ؟!
يتوافد حكام المسلمين و علماء سلاطينهم و من غُرر بهم و من هاموا على وجوههم و وقعوا في الغي و الضلال ، يتوافد هؤلاء مع غيرهم ليقفوا أمام أسوار الفاتيكان ، إجلالاً و إكباراً لجهود كبير النصارى عبر السنين و العقودة المنصرمة ، يترحمون على من كفر بالله و قال أنه ثالث ثلاثة ، بل و يترحمون على من كان جزءاً بل أداة بيد السياسيين الغربيين و عوناً لهم في مكائدهم التي طالما حاكوها ضد الإسلام و المسلمين ، فبابا النصارى هذا هو من سعى بجهد و إصرار كبيرين عبر السنين المنصرمة لتدويل القدس لسلب المسلمين حقهم فيها و جعلها مشتركة بين أتباع الأديان ،ناكثاً بعهد سيده صفرونيوس ، و بابا النصارى هذا هو من أرسل البعثات التبشيرية لحرف المسلمين عن دينهم في مختلف بلادهم ، كما يحصل إلى الآن في السودان و أوغندا و غيرها من بلاد أفريقيا خاصة ، و بابا النصارى هذا هو من أخبرنا الله عزوجل عن مكنون قلبه و قلوب أتباعه بقوله ﴿لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾
و بقوله ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾
إن هذه الضجة التي أثيرت لموت بابا النصارى و حرص هؤلاء على إشراك العالم-و خاصة المسلمين- في هذا الشأن – والذي يفترض به أن يكون شأناً خاصاً بهم- يراد به أن يكرس قيادة الكفر و أهله من نصارى و رأسماليين للعالم ، و أن يظهر أن بقية الشعوب و الأمم هم مجرد تبع و أنهم أسياد الكون .
أيها المسلمون :
يا خير أمة أخرجت للناس ، لن تقفوا –و الله- أمام أسوار روما أذلاء صاغرين كما يريد حكامكم لكم بل أنكم من سيفتح روما و يحطم الصليب و ينشر الهدى للبشرية جمعاء –قريبا بإن الله- مصداقاً لبشرى نبينا (أي المدينتين تفتح أولاً ، رومية أم قسطنطينية ، فقال : مدينة هرقل تفتح أولاً ) و في هذا بشارة بفتح روما و تحطيم شوكة الصليب و أهله الذين عاثوا في الأرض الفساد ، فنهاية التاريخ ليست للكفر و أتباعه كما يظنون بل للحق و أهله . فأي الفريقين أحق بالنصر دعاة الحق و الخلافة و الخير للبشرية أم دعاة الكفر و الضلال و من سار بركبهم و اقتفى أثرهم ؟
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾