أيمن الشعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الأفضال والمنن، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
من سعة رحمة الله تعالى على عباده وكبير فضله وعظيم إحسانه، أنه يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، والدنيا دار ممر لا دار إقامة، وفيها ثمان مراحل لابد منها على كل إنسان، فالعاقل من استثمرها في طاعة الله، وتزود منها بالعمل الصالح ليوم المعاد، ( يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم )[1].
ثمانية لابد منها على الفتى *** ولابد أن تجري عليه الثمـانية
سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة *** ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية
والدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، قال أحد الزهاد: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، والآخرة خزفا يبقى، لآثر العاقل خزفا يبقى، على ذهب يفنى، فكيف والدنيا أقل من خزف والآخرة أكثر من ذهب!!
كيف لو علمنا أن قصور وبيوت الجنة طوبة من ذهب وطوبة من فضة، ومونتها المسك وحصبائها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران، نسأل الله من فضله.
بعد أن طغت الماديات على الحياة اليومية للناس، وأشغلتهم التقنيات الحديثة ( انترنت.. مواقع تواصل.. فضائيات.. أجهزة ذكية ) عن الروحانيات والإيمانيات؛ كان لابد من هذه التذكرة العاجلة والسريعة عسى أن ينفعنا الله بها جميعا، ويجعلنا وإياكم من أصحاب الجنة.
لو أن شركة قدمت عرضا مغريا، لكل من يدفع مبلغا زهيدا بشكل يومي، ويتواجد لمدة نصف ساعة في وقت الفجر في مقر الشركة، ويقدم شهادة دراسة ثانوية، مع بعض المهارات الإدارية على أن يحفظ ويردد منتجات تلك الشركة يوميا؛ ومن تنطبق عليه الشروط سيمنح بيت الأحلام ومنزل في باريس مثلا أو دبي أو نيويورك أو جنيف!! بالله عليكم ألا يتقاتل الناس للحصول على هذا العرض، ويكون شغلهم الشاغل؟!