بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع يشغل بالنا كثيرا ......... الرزق، وكيف يكون؟
ويلجأ البعض - هداهم الله - إلى طرق ملتوية ومحرمة للحصول على الأرزاق وما علم أولئك أن الحرام يمحق البركة، وجهلوا الأسباب الشرعية التي بها يستجلب الرزق، وبها تفتح بركات السماء، لكن اول ما يجب ان نتقن منه جميعا يقينا جازما لأ شك فيه ان الرزاق الوحيد هو الله سبحانه وتعالى وانه هو الذي بيده الخير كله ومنه يطلب الرزق لا من احد غيره البتة ويكفي في ذلك قول الله عز وجل
"إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون "العنكبوت: 17
فلنبتغ نعم الرزق عند الله ولا نبتغيه من حده مهما علا شانه احد فلتكن عزيزا اخي الكريم ولا تذل من اجل رزق لاحد تريده
لأ تطلب الأ الله ولا تذل لغير الله
اخي اختي وإليك ثمانية أسباب شرعية، بها يستجلب الرزق، هل تستطيع حفظها و العمل بها؟
- أولا: الاستغفار والتوبة، نعم، التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: فقلت ٱستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل ٱلسماء عليكم مدرارا ويمددكم بأمول وبنين ويجعل لكم أنهارا لكم جنت ويجعل[نوح :10-12]، قال القرطبي رحمه الله: "هذه الآية دليل على أن الاستغفار يستنزل به الرزق والأمطار"، وقال ابن كثير رحمه الله: "أي إذا تبتم واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم".
جاء رجل إلى الحسن فشكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، وجاء آخر فشكا الفقر ، فقال له: استغفر الله، وجاء آخر فقال: ادع الله أن يرزقني ولدا، فقال: استغفر الله، فقال أصحاب الحسن: سألوك مسائل شتى وأجبتهم بجواب واحد وهو الاستغفار، فقال رحمه الله: ما قلت من عندي شيئا، إن الله يقول: فقلت ٱستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل ٱلسماء عليكم مدرارا ويمددكم بأمول وبنين ويجعل لكم أنهارا لكم جنت ويجعل .
- ثانيا: ومن أسباب الرزق ومفاتحه، التوكل على الله، الأحد الفرد الصمد، روى الإمام أحمد والترمذي وغيره، بسند صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا)) قال الله تعالى: ومن يتوكل على ٱلله فهو حسبه إن ٱلله بلغ أمره قد جعل ٱلله لكل شىء قدرا [الطلاق: 3]
- ثالثا: من أسباب استجداب الرزق، عبادة الله، والتفرغ لها، والاعتناء بها، أخرج الترمذي وابن ماجه وابن حبان بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا، ولم أسد فقرك)) .
- رابعا: من أسباب الرزق، المتابعة بين الحج والعمرة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد)) رواه النسائي وغيره بسند صحيح. قال أهل العلم: إزالة المتابعة بين الحج والعمرة للفقر، كزيادة الصدقة للمال.
- خامسا: مما يستجلب به الرزق، صلة الرحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه )) رواه البخاري.وفي رواية: ((من سره أن يعظم الله رزقه وأن يمد في أجله فليصل رحمه)) . رواه أحمد
أين أنت يا عبد الله من صلة الرحم، إن كنت تريد بسط الرزق بدون صلة الرحم، فهيهات هيهات، فاتق الله وصل رحمك يبسط لك في رزقك ولعلك تعجب من أن الفجرة إذا تواصلوا بسط الله لهم في الرزق، اسمع لهذا الحديث الصحيح، الذي رواه الطبراني من حديث أبي بكرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا)) .
- سادسا: من أسباب الرزق أيضا، الإنفاق في سبيل الله، قال الله تعالى: وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير ٱلرازقين . [سبأ: 39] ((أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا)) صححه الألباني. روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: ((يا ابن آدم أنفق أنفق عليك)) الله أكبر ما أعظمه من ضمان بالرزق، أنفق أنفق عليك.
- سابعا: من أسباب الرزق ومفاتيحه، الإحسان إلى الضعفاء والفقراء . وبذل العون لهم، فهذا سبب في زيادة الرزق وهو أحد مفاتيحه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)) . رواه البخاري
فمن رغب في رزق الله لة، وبسطه عليه، فلا ينس الضعفاء والمساكين، فإنما بهم ترزق ويعطى لك، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: ((أبغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) رواه النسائي وأبو داود والترمذي.
- ثامنا: من مستجلبات الرزق، المهاجرة في سبيل الله، والسعي في أرض الله الواسعة، فما أغلق دونك هنا ، قد يفتح لك هناك، ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى ٱلأرض مراغما كثيرا وسعة [النساء: 100]، كم من الناس تركوا بلادا، هي أحب البلاد لقلوبهم ولو خيروا لاختاروها على غيرها لكنه الرزق فتح الله عليهم في غير أرضهم، وفي غير بلادهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
منقول مع بعض الاضافات