لن توقف طوفانَ الخلافة قوةٌ على وجه الأرض يا سلطة الإثم
ضمن نشاطات الحزب في الذكرى التاسعة والثمانين لهدم دولة الخلافة، والتي تهدف إلى استنهاض همم المسلمين للعمل لإقامة الخلافة التي توحد المسلمين، وتحرر أرضهم، وتطبق شرع ربهم الغائب عن الحياة السياسية وأنظمة المجتمع منذ تسع وثمانين سنة، كان من المفترض أنْ نعقد أمس مؤتمراً بعنوان (الخلافة هي التي تطبق الدين وتوحد المسلمين وتحرر ديارهم من الكافرين المستعمرين)، وذلك في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
إلا أنّ السلطة الفلسطينية أبت كدأبها في السنوات الأخيرة إلا أن تعرقل وتمنع هذا المؤتمر رغم رسالته الشرعية السامية، في خطوة لا يمكن تفسيرها إلا أن تكون انسجاماً واستجابة للحرب العالمية التي تقودها أمريكا ضد مشروع الخلافة وعودة الإسلام إلى الساحة الدولية، فعلى الرغم من أننا نحمل دعوة إسلامية خالصة بعيدة عن النزاع الفصائلي والصراع السلطوي المقيت، وعلى الرغم من أننا حزبٌ سياسي لا يقوم ومنذ نشأته إلا بالعمل السياسي، أبت السلطة إلا أن تلاحق الحزب ونشاطاته.
وهذه السنة ومنذ أن انطلقت الفعاليات التي أقامها الحزب منذ بداية هذا الشهر إحياءً لهذه الذكرى، بدأت السلطة بالمضايقات والاعتقالات والإغلاقات والتهديدات سعياً وراء إفشالها، وكان لهذا المؤتمر حصة الأسد من الإجراءات التعسفية والقمعية من أجل منعه، فمنذ أيام والاعتقالات والمداهمات تطال شباب الحزب وبيوتهم من شمال الضفة إلى جنوبها لمنعهم من المشاركة في المؤتمر، ونشرت السلطة الحواجز الأمنية على مداخل ومخارج المدن ومنها مدينة رام الله التي تحولت إلى ما يشبه جبهة حرب، هذا فضلا عن ما قامت به من تهديد لأصحاب الحافلات والسيارات لمنعهم من نقل شباب الحزب والناس الذي يرغبون في المشاركة في المؤتمر، وكذلك تهديد أصحاب محلات الكراسي والمعدات اللازمة لعقد المؤتمر، وحتى اليافطات واللوحات الإعلانية التي تدعو الناس للمشاركة في المؤتمر لم تسلم من شرهم!!.
ومنذ صباح الأمس الباكر شرعت السلطة بنصب الحواجز على كل مداخل مدينة رام الله، وقامت باعتقال المئات، وأشاعت أجواء الرعب والتخويف في المدينة، ومنعت بالتعاون مع قوات يهود الآلاف من الدخول إلى مدينة رام الله، وأغلقت المدرسة حيث مكان انعقاد المؤتمر ومنعت الناس من الوصول إليها، بل وحولتها ومحيطها إلى ثكنة عسكرية، وقد وصل عدد المعتقلين نحو ألف معتقل في كافة مدن الضفة، كل ذلك من أجل منع انعقاده، ومع ذلك استطاع جمع مبارك من الوصول إلى ساحة المؤتمر، واعتقل المتحدث الأول والثاني قبل أن يباشروا الحديث ثم الثالث الذي بدأ يخطب في الناس فاعتقلوه هو وجميع من التف حوله.
لقد بات ما يؤرق واشنطن ولندن وموسكو وباريس وكيان يهود هو عينه ما يؤرق السلطة، وبات ذكر الخلافة ودعوتها يخيف السلطة ويرعبها مثلما يرعب أسيادها الأمريكان والأوروبيين واليهود. وإلا فما المبرر الشرعي أو القانوني أو المنطقي الذي يمكن أن تمنع بموجبه السلطة مؤتمراً سلمياً يدعو لعزة الأمة وسؤددها ؟!
إننا نؤكد للسلطة الذليلة أمام يهود، الخادمة للمشاريع الأمريكية الاستعمارية، بأنّ إجراءاتها القمعية لن تثنينا عن حمل الدعوة، وسنواصل نشاطاتنا وسنمضي قدماً نسابق الزمن لنعلي كلمة الحق ونصدع بها، فممارسة نشاطاتنا في ذكرى هدم الخلافة وفي غيرها حق لنا وواجب شرعي علينا نباشره امتثالاً لأمر الله مالك السماوات والأرض. وسنعلن بإذن الله في الوقت المناسب عن اتخاذ الخطوات اللازمة لترسيخ حقنا هذا.
ألا فلتعلم السلطة ومن وراءها بأنّ الأمة قد باتت على أعتاب النصر بإذن الله، وأنّ طوفان الخلافة لن توقفه قوة على وجه الأرض، فخيرٌ لها أن لا تكون حجر عثرة أمام العاملين لها، فالأمة الإسلامية ستعود بإذن الله لسالف عزها، بعز عزيز أو بذل ذليل، والعاقبة للمتقين.
{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}