التقوى خير وصية وخير زاد
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر الأرض والسماوات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه، وآتاه الآيات البينات والحجج الواضحات، صلى الله عليه وعلى آله، ومن سار على نهجه ومنواله إلى يوم تتفطر فيه الأرض والسماوات. أما بعد:
فخير ما يوصى به المسلم تقوى الله عز وجل،
وهي الوصية التي وصى الله بها الأولين والآخرين،
وخص بها عباده الأخيار من الأنبياء والمرسلين،
فقال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ وَصيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[النساء:131].
وتقوى الله نورٌ يقذفه الله في القلوب،
وسرٌ بين العبد وربه لا يعلمه إلا الله علَّام الغيوب،
الله أعلم بمن اتقى، وأعلم بمن صلح وتزكى،
ولذلك قال سبحانه وتعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى[النجم:32]. ......
تقوى الله تبارك وتعالى: أن تعبد الله على نور من الله،
ترجو ثواب الله وتخشى عذابه،
وهي نور يقذفه الله في قلب العبد،
فيحمله هذا النور على أمرين:
أولهما: أداء فرائض الله على الصفة المطلوبة،
وثانيهما: اجتناب محارم الله على ما أراد الله تعالى.
وهذه التقوى تلازم صاحبها في كل مكان،
وهي خير زاد للمسلم الذي ينتظر لقاء الله.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من عباده المتقين،
اللهم إنا نسألك أن تقذف في قلوبنا نورها،
وأن تجعلنا من أهلها إنك ولي ذلك والقادر عليه،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين. ......
.
.
.
زاد الرحيل