بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
مما لا شك فيه أن للشيطان مداخل على الصالحين والصالحات أشد من غيرهم وله خطوات من لم يعرفها وقع في الهاوية قال تعالى ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ..
ولو رأينا مقاصد الشريعة لعلمنا أنها جاءت بسد الذرائع ودرء المفاسد ..
خاصة أن الرجل يفتن بغيره غالباً وكذلك المرأة حتى وإن وصل بهم الأمر إلى ما وصل من تقوى وعلم وعمر ..
وتأمل كيف أنه صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق تقوى حينما مدت المراة يدها لمبايعته وهي صحابية جليلة قال ( إني لا أصافح النساء ) رواه الترمذي والنسائي وصححه الالباني وغير ذلك من النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية ، وسفرها بلا محرم ونحو ذلك ..
ولكن لاحظت في الآونة الأخيرة تساهل بعض الرجال والنساء - هداهم الله - فيما بينهم بالكلام بالخاص حتى وصل الأمر لسؤال بعضهم عن حياته الخاصة بل بعضهم أصبح في كل دخول له بالبالتوك لابد أن يسلم عليها وتسلم عليه وهذه من المصائب ..
بل أن بعضهم أصبح يدعوها لأي غرفة يزورها وتدعوه هي لأي غرفة تنطلق إليها وكانهم أصحاب لا يفترقون عن بعض ..
وبعضهم يجلس معها بغرفة خاصة بغرض حل مشاكلها ونصحها إلى أن ينجرا إلى التعلق مع بعض ، وأصبح مثل الحرس الخاص لها ..
والبعض هيأ نفسه إلى أن يكون طبيب النساء وأبوهن الحنون حتى أصبح يحضر الاجتماعات الخاصة والعامة وينهاهن أن يكلمن غيره ، وكأنه وصل درجة اليقين بالعصمة والتقوى ..
بالرغم من أن هناك نساء فاضلات داعيات قدوات بأخلاقهن وعلمهن إلا ان بعض النساء يستملح إلا أن يكون مستشارها رجل وهذه بلية ..
ومن أقبح الأشياء أن تجد من يسلك طريق الشيطان وقلبه به مرض ويلبسه لباس الدين والنصح ..
لكن الشر المتخفي عند كثير ممن يتكلمون بالخاص واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار ..
وأنا أقول ربما تضطر المرأة أن تكلم مشرفاً بالغرفة عن مشكلة حصلت لها كأن يضايقها شخص في قلبه مرض فتطلب طرده وتنقيطه .. أو أن اسمها معلق ( لاق ) وتطلب طرده لتعود ونحو ذلك ..ويكون الكلام بقدر الحاجة .. أو المشرف أحياناً يضطر أن يكلمها بأمر لابد له منه ولا يقبل عقلاً وشرعاً كتابته على العام .. أما كثرة الكلام فحتى مشرف الغرفة لا يأمن على نفسه من الفتنة .. أعاذنا الله وإياكم منها ..
ومن مداخله أن يكون الكلام في الخاص بحجة المناقشات في المسائل العلمية .. وكم جر ذلك إلى أن يصل الأمر بالثناء على بعض و ما لا يحمد عقباه ..
أخيراً على الرجل أن يتقي الله في أعراض المسلمين وأن يتخيل هذه المرأة هي أخته أو زوجته أو بنته ..
والمراة كذلك عليها أن تتقي الله وتحافظ على نفسها ولا تفتن عباد الله وأن تبقي لها حياءها وعفافها الذي ميز الله به المؤمنات عن غيرهن ولتكن لها أخواتها الداعيات العفيفات في البالتوك قدوة في ذلك ..
عصمنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
الأحد 14 /8 /1426 هـ