امرأة لا تملك إلا ثوبا واحد
المرأة أكثر تعاطفا وأسهل في تقبل دين الإسلام وإذا تمكن الإسلام في قلبها من الصعب جداً أن تترك هذا الدين قبل أيام زرت قرية اسمها أمباسيكيا في جنوب شرق جزيرة مدغشقر حيث أقيم مهاجرا ومتفرغا للدعوة مع زوجتي
تعرفنا على فاطمة تلك الفتاة التي أسلمت قبل مدة ولكنها أخفت إسلامها خوفا من انتقام أهل القرية وعدائهم فالجميع هنا وثني أو مسيحي لأنها تعرف أن ضغوط الأقارب وأهالي القرية كفيل بإعلان الردة حدثناهم عن الإسلام فسروا بحديثنا وأعلنوا أنهم لن يعارضوا أي شخص يود الدخول في الإسلام
طلبت فاطمة من زعيم القرية أن يجتمع مع الأهالي وقالت أنها مسلمة تخفي دينها من زمن بعيد وقالت أن القرية لها أعراف تخالف دينها الإسلامي منها على سبيل المثال أنه في أثناء الإحتفالات يجب على الجميع أن يرقص ومن يرفض يغرم بغرامة كبيرة من الأهالي ...
ثم الإجتماع مع الأهالي ووقفت فاطمة لتعلن إسلامها امام الجميع ثم بدات تشرح موقف الإسلام من الرقص في الحفلات وناشدت الأهالي بطريقة حكيمة أن يتم العفو عن من يدخل في الإسلام لعدم مشاركته في الرقص تناقش الأهالي ثم قبلوا طلبها فأسلمت معها 12 فتاة من أهالي القرية فلله در فاطمة ولوكان عندنا فاطمة في كل قرية لأنتشر دين التوحيد وخرج الناس من الظلمات إلى النور
وقبل أن نغادر القرية طلبت منا كتباً باللغة الملاغاشية عن الإسلام وأن نرسل لهم داعية يعلمهم ونبني لهم مسجداً في قريتهم وتعهدت بأنها ستبذل جهدها لنشر الإسلام بين جميع الأهالي لم يمنعهم فقرهم وجوعهم عن السير وسط المعاناة من أجل هذا الدين لازلت أذكر تلك الفتاة التي كانت ترتاد زوجتي وكانت حريصة كل الحرص على حضور الدروس ولكنها تغيبت يوما وجاءت آخر الدرس بثوب يقطر منه الماء معتذرة أنها غسلت ثوبها اليوم ولاتملك ثوباً غيرة لذا بقيت طول ماتبقى من الدرس واقفة حتى لايتسخ المسجد ..........
د. عبدالرحمن السميط حفظه الله
طريق التوبة