الحمدلله رب العالمين ... أحمده وأرجوه أن يكون حمد الشاكرين ،،
حمد من أطاع الله عزوجل حبا فيه وخشية منه ،
الحمدلله ... أسأله أن يكون حمد من عصى وتاب وذرفت عيناه الدموع فقبل توبته من لا يعجزه شيء ...
الحمدلله أحمده وأشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
وأرجوه أن يتم علينا بفضله حتى قيام الساعة على ما يحب ويرضى ،،،
أحمده وأستعين به وأستغفره من ذنب سعيت إليه .... ومن كل معصية أظلمت طريقي عن نور الهداية
وصلاته وسلامه على رسوله المصطفى خير البشرية الصادق الأمين ... محمد بن عبد الله بروحي وبأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أخيتي الغالية ....
بدايةً أرجو أن تقرئي هذه الأحرف بكل ما أوتيتي من حس فإني أريد أن أخاطب عقلك قبل قلبك ...
نعم ذلك العقل الذي ميزنا به سبحانه وتعالى عن سائر المخلوقات كي نتفكر ونتدبر ما حولنا ...
كيف أبدع الخلق وصورهم ....
وكيف رفع السماء بلا عمد .....
وكيف جعل الليل والنهار يتعاقبان ....
بل لنتفكر في أجسادنا الذي ما خلقه إلا وأبدع في تصويره وخلقه ...
لو اجتمع ما بالكون بأكمله على أن يخلقوا ذبابة ما استطاعوا أن يسووا جناحها فكيف بها ؟
بل كيف بنا ؟ هذا الإبداع في الخلق ألا يحتاج لمن هو قادر على أن يسويه ؟
على أن يديره ؟
بلى والله وعزته وجلاله فما تكمن هذه القدرة إلا فيه سبحانه وتعالى ...
إلا بالحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ....
يخلق ويعطي ويمنح ويأخذ ويبتلي ويقبض الروح ممن يشاء ويبثها فيمن يشاء ....
إنه من إذا أراد شيئا إنما أمره بين الكاف والنون ... إنما قوله كن فيكون ...
أخيتي الحبيبة ....
إنه الله تبارك وتعالى .....
إنه القادر على ما لا يقدر عليه كل من بالكون ...
إنه الرحمن الذي رحمته وسعت كل شيء ....
إنه الرحمن الذي هو أرحم بنا حتى من والدينا ...
لكم اسمه يبث الطمأنينة والسكينة في النفس ...
كم من قانط بعد يقظته أبصر أملا في رحمته ...
كم من عليل يرجو رحمته في شفائه ...
كم من عاص بعد عودته يتطلع لرحمته ومغفرته
أخيتي الغالية
نريد وقفة صادقة مع أنفسنا .....
لنحصي كم من مرة عصينا وتوارت معاصينا عن أعين الخلق ؟
وما توارت عنه جل وعلا .... بالله أخيتي هل نستطيع أن نحصيها ؟؟
هل سألنا أنفسنا ونحن نعصيه ....
ماذا يكون ردي حينما يسألني سبحانه كيف جعلتني أهون الناظرين إليك لتعصيني ؟
هل بلغ بنا المصاب أن نؤمل أنفسنا في التوبة فنعصيه مرة ومرات ؟؟
لله در من قال هذه الأبيات :
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟
وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني
فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟
أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حينِ ..
وأنسى ما وراءُ الموت ماذا بعد تكفيني
كأني قد ضّمنتُ العيش ليس الموت يأتيني
وجاءت سكرة الموتُ الشديدة من سيحميني؟؟
نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم سيفدينـــي؟
سأسأل ما الذي قدمت في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألــــم أسمع كلام الله يدعوني؟؟
ألــــم أسمع بما قد جاء في قاف ويسِ
ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديي
فيا ربــــاه عبدُ تــائبُ من ذا سيؤويني؟
سوى رب غفور واسعُ للحقِ يهديني
أتيتُ إليكَ فارحمني وثقــّـل في موازيني
وخفَفَ في جزائي أنتَ أرجـى من يجازيني
أخيتي الحبيبة
كم من ليلة قد صمت الآذان عن مناداته ؟
كل ليلة يدعونا الرحمن مناديا وأجبنا دعاة المعصية ؟
هل تعلمين كيف ينادينا ؟
هل من تائب فأتوب عليه ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟
هل من سائل فأعطيه ؟
هذه منادة الرحمن
ونحن هل أجبنا النداء ؟
هل قلنا نعم أنا ذي يا أرحم الراحمين
أتيتك أسألك توبة صادقة ترزقني إياها
وأتيتك أسألك غفران ذنبي فقد أثقلني
أتيتك لأسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك ؟
أتيتك يا الله أسألك رحمة يوم العرض عليك
أخيتي الحبيبة ...
هل أجبنا هذا النداء العظيم ؟؟؟
إنه الرحمن
الذي سيرحمنا إن عدنا إليه
إن استغفرنا لذنوبنا
يقول الله عز وجل في سورة الحجر (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
نعم وعزته وجلاله إنه لقادر أن يغفر لنا ويرحمنا
وليس هذا فقط بل يبدل سيئاتنا بحسنات
فلنتقرب إليه ونرقبه في أعمالنا
ولنحسن الظن بالله عزوجل فمهما كانت ذنوبنا
بمجرد الفرار إليه
سنجد رحمة تنتظرنا
حتما ستنجينا
كيف لا
وقد قال جل وعلا في الحديث القدسي
((إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلَي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ))
فهل أثبتنا محبتنا لله عزوجل بالأدلة على محبتنا له
وذلك بترك ما يغضبه حبا فيه وخشية منه
هل اجتنبنا ما نهانا عنه والسعي لكل ما يرضيه من عمل
كل منا من تسأل نفسها حتما إن كانت تلك النفس لازالت متيقظة
ستجيبها بكل مصداقية
وحتما سيكون العمل بعدها على ما يرضيه بإذنه جل وعلا
وما من موفق لهذا إلا من أراد الله به خيرا
أسأل الله العلي القدير أن يغفر لنا
ويتوب علينا بتوبة صادقة تنجينا من فتن الدنيا وعذاب الآخرة
أسأل من رحمته وسعت كل شيء أن يرحمنا رحمة يوم العرض عليه
ذاك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أسأل من بيده ملكوت السماوات والأرض أن يحسن خاتمتنا
وألا يتوفانا إلا على ما يرضيه عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ...........
سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين .
والحمد لله رب العالمين
أختكِ ومحبتك في الله ... نوري