لقد انتهج الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أسلوبًا رفيعًا في تعليمه للشَّباب، وتقويم أخطائهم، ومن ذلك: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إنَّ فتىً شابًّا أتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: يا رسول الله!! ائذن لي بالزِّنا؛ فأقبل القوم عليه؛ فزجروه، وقالوا: مه.... مه!. فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ادن». فدنا منه قريبًا. قال: فجلس. قال: «أتحبه لأمِّك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: «ولا النَّاس يحبُّونه لأمَّهاتهم». قال: «أفتحبُّه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: «ولا النَّاس يحبُّونه لبناتهم». قال: «أتحبُّه لأختك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: «ولا النَّاس يحبُّونه لأخواتهم». قال: «أفتحبُّه لعمتك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: «ولا النَّاس يحبُّونه لعمَّاتهم». قال: «أفتحبُّه لخالتك؟» قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: «ولا النَّاس يحبُّونه لخالاتهم». قال: فوضع يده على صدره، وقال: «اللهمَّ اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه، فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء» رواه البخاري.
فهذا شابٌّ عارم الشَّهوة، ثائر الغريزة، صريح في التَّعبير عن نزواته، فلقيه الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، بهذا الرِّفق العجيب، والحوار الهادئ، فقام ذلك الفتى مقتنعًا بخطئه، عازمًا على عدم الالتفات إليه.
منقول بتصرف