الاستشهاديات عرفن معنى الدخول إلى الحياة الاستشهاديات عرفن معنى الدخول إلى الحياة
حينما تغادر المرأة طوعاً ثوب الأنوثة وترتدي بزة الجهاد، تصبح المعاني أكثر عمقاً تضفي على الطبيعة ألواناً مبتكرة تعيد صياغة المشهد وتفرض نفسها في المعادلة عنصراً فعالاً حاسماً تلك هي حال المرأة الفلسطينية أم أو أخت أو بنت شهيد أو أسير أو جريح أو مطارد أو زوجة تودع زوجها الشهيد الوداع الأخير بدمعتين الأولى حباً والأخرى فخراً ولأنها فلسطينية ولأنها تعشق الحياة. «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» استطاعت أن تكتشف العلاقة السرية بين الحياة والموت بين الفناء والبقاء هكذا كانت الاستشهادية الفلسطينية
شهدت القدس أول عملية استشهادية قامت بها امرأة فلسطينية كانت في 28 يناير2001 نفذتها "وفاء إدريس" من مخيم الأمعري في رام الله ، وأسفرت عن مقتل صهيوني وجرح 140 آخرين، مما أضاف تعقيدات جديدة إلى قلب الحسابات الأمنية الصهيونية التي كانت تركز على مراقبة الفلسطينيين الرجال فقط.مشوار طويل
و أثارت تلك العملية والعمليات التي تبعتها حالة من الارتباك بين صفوف القوات والاستخبارات الصهيونية، اضطرتهم إلى فرض إجراءات أمنية جديدة وأخذ هذا العامل الجديد بعين الاعتبار.
وكانت ثاني امرأة استشهادية هي "دارين أبو عيشة" ففي 27 شباط 2002، قامت هذه الطالبة التي تدرس الأدب الإنكليزي بتفجير نفسها على حاجز صهيوني في الضفة الغربية ما أسفر عن جرح ثلاثة رجال شرطة صهاينة.
وفي 29 آذار 2002، عقب انتهاء القمة العربية في بيروت وبدء الاحتلال الصهيوني عمليته البربرية في الضفة الغربية؛ قامت الطالبة "آيات الأخرس" (18 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم بتفجير نفسها في سوق في القدس الغربية ما أسفر عن مقتل صهيونيين وتبنت العملية كتائب شهداء الأقصى.
وفي أوج حملة ما عرف بالسور الواقي في نيسان 2002 " فجرت "عندليب قطاقطة" من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم جسدها الطاهر في القدس الغربية موقعة ستة قتلى من الصهاينة في ذات الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" يزور الكيان الصهيوني .
ولم تمض فترة قصيرة حتى استشهدت نورا شلهوب من مخيم طولكرم على أحد الحواجز العسكرية وهي تحاول تنفيذ هجوم استشهادي .
وفي 19/5/2003 كانت الاستشهادية "هبه دراغمة" على موعد مع الشهادة ، حين تركت جامعتها في جنين ، وانطلقت من بيتها في طوباس إلى مغتصبة العفولة لتفجر جسدها الطاهر أمام أحد الملاهي حين طلب حارس الملهى تفتيش حقيبتها فقتلت ثلاثة من الصهاينة وجرحت العشرات .
يقول الكاتب الصهيوني أرنون غولر في "هآرتس" أن "ظاهرة الاستشهاديات قلبت الأعراف رأساً على عقب فخلق الصلة مع الاستشهادية المحتملة، تجنيدها وتسليحها هي أمور بالغة الإشكالية ومن يقوم بالتجنيد يكسر قاعدة اجتماعية لأنه لا يطلب إذن العائلة".
أما الاستشهادية "هنادي جرادات" من جنين والتي قررت في أيلول 2003 أن تقتص لما أصاب شقيقها وابن عمها أمام ناظريها على يد الجلادين الصهاينة فقد أذاقت (22) صهيونيا كؤوس المنايا في مطعم مكسيم في حيفا وقالت بالدم ما عجزت عن التعبير عنه طيلة سبعة من الشهور فصلت بين استشهاد شقيقها وهجومها الاستشهادي .
ولم يكن الفاتح من عام 2004 ليكون بأقل من سابقه حين دكت الاستشهادية القسامية "ريم الرياشي" أولى استشهاديات قطاع غزة حصون معبر ايرز ونفذت أول عملية استشهادية نسائية ضد جنود في موقع عسكري صهيوني لتجندل أربعة جنود صهاينة وتجرح عشرة آخرين.
ولم تتوقف قافلة الاستشهاديات يوم الأثنين 6-11-2006م قامت الاستشهادية ميرفت مسعود من سرايا القدس بتفجير نفسها في مجموعه من الصهاينة وقتلت منهم وجرحت الاخرين .
ولم تنتهى العمليات الاستشهادية إلى ذلك الحد حيث قامت "أم الفدائيات" الاستشهادية القسامية "فاطمة النجار" البالغة من العمر (57) عاما مساء يوم الخميس 23-11-2006م بعملية جريئة ونوعية سطرت بدمائها أروع آيات البطولة والنصر لهذا الشعب المظلوم والذي تمارس بحقة كل أنواع التعذيب والقصف والدمار وقتل للأطفال والنساء والشباب من قبل العدو الصهيوني وأبت الجدة الاستشهادية أم الفدائيات القسامية "فاطمة النجار" إلا أن تضيف اسمها إلى قائمة الاستشهاديات وتكون هي أول استشهادية في فلسطين تحمل اسم "أم الفدائيات" حيث قامت بعملية استشهادية يوم الخميس بين جنود الصهاينة في شرق منطقة الجمول شرق جباليا وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو الصهيوني.
ومن جهته أوضح ابو عبيدة الناطق الإعلامي لكتائب القسام أن استعانة كتائب الشهيد عز الدين القسام بالمجاهدات الاستشهاديات في المعركة المستمرة مع العدو الصهيوني والتي كان آخرها المجاهدة الحاجة فاطمة النجار (أم الفدائيات) هو وسام شرف ووصمة عار، فمن جانب هو وسام شرف على جبين تلك الاستشهاديات اللواتي علّمن العدو درساً قاسياً في فن المقاومة والتصدي للعدوان الغاشم.الاستشهاديات وسام شرف على جبين الأمة
ومن جانب آخر فإن جهادهن ومقاومتهن واستشهادهن هو وصمة عار على جبين المتخاذلين المتأمركين من حاكمي هذه الأمة الذين خذلوا شعبنا وضربوا بكرامة أمتنا عرض الحائط وأسلموا رقابنا للأعداء دون خجل أو وجل.
ومن الناحية العملية والفعلية فإننا نعطي الأولوية للرجال وللشباب منهم خاصة في مواجهة العدو وأقصد هنا العمليات العسكرية والقتالية المباشرة، مع عدم إغفالنا للدور العظيم للمرأة الفلسطينية والمسلمة في تربية الأجيال ومقاومة المخططات النفسية والغزو الفكري الذي يشنه أعداؤنا على أمتنا، وذلك من خلال تربية الجيل الصاعد من أبناء شعبنا على ثقافة العزة والانتماء والمقاومة والجهاد، إضافة إلى أننا لا نمانع في الاستعانة بالنساء المجاهدات عند الضرورة أوقات المواجهة المفتوحة مع العدو، ونحن لم نعجز يوماً أن نجد العشرات بل المئات من النساء اللواتي يطالبن بالمشاركة ويبدين الاستعداد التام والإصرار على تنفيذ العمليات العسكرية والجهادية عند طلب ذلك منهن.