وقفات قبل قدوم شهر رمضان
رمضان الخير و البركة يطل سنويا على المسلمين و تستقبله قلوبهم بالفرحة و السرور و من الظواهر الجميلة في هذا الشهر الكريم أهتمام الصائمين بالطريقة التي يتناولون بها الإفطار و هو الأجتماع و مشاركة الآخرين على مائدة الإفطار و إذكاء روح التآخي و كذلك متابعة أحوال الفقراء و الأقارب و الإجتهاد في الإعمال الصالحة أكثر من أي شهر من شهور السنة و قدوتهم في ذلك النبي صلى الله عليه و سلم من خلال وسائل الأتصالات الحديثة فإننا بحاجة إلى نقل الصورة الحسنة لهذا الشهر الكريم للعالم ولي وقفات في هذا المجال:
الوقفة الإولى: في أغلب مساجد المملكة يوجد مشروع إفطار صائم ولكن غالب أهل الحي لا يشاركون إخوانهم من الجنسيات الإخرى على مائدة الإفطار و الجانب الإيجابي في هذه المشاركة كثيرة منها التآلف و تأصيل الإخوة الأسلامية و إزالة الفوارق بين الجنسيات المختلفة و ترسيخ الذاكرة في نفوس هؤلاء الإخوة و أظهار قوة ترابط المسلمين و تعاطفهم أمام الآخرين و يكون سبب في دخول غير المسلمين في الإسلام.
الوقفة الثانية: بعض مخيمات إفطار الصائمين تقدم أنواع من المأكولات و يحضرها أشخاص ليسو بحاجة و ليسو فقراء و يستطيعون الإفطار في مقر سكنهم لكن لكسل أو الطمع يحضرون هذه المخيمات و ينحرم منها الفقراء الذين لا يستطيعون الحضور لإي سبب من الأسباب فقد تكون عائلة أو مجموعة من المحتاجين فلو خصص جزء من مشروع إفطار صائم لهؤلاء و قدمت لهم الوجبات إلى منازلهم يوميا لمشاركة إخوانهم في وجبات الإفطار تتناسب و فضيلة هذا الشهر الكريم.
الوقفة الثالثة: من الأفضل إلقاء بعض التوجيهات قبل الإفطار يوضح فيها مايجب أتباعه و ما يجب الأبتعاد عنه و أهمية الربط بين الأركان الإسلامية حيث يلاحظ كثرة الصائمين في رمضان لكن عدم الأهتمام بالصلاة فبعض المسلمين يحرص على الصوم و لا يحرص على الصلاة.
الوقفة الرابعة: أغلب أئمة المساجد لا يتقيدون بتوجيهات وزارة الشؤون الإسلامية التي تنص على قصر صوت الإمام أثناء صلاة التراويح( التهجد) على السماعات الداخلية فقط ولكن الحاصل أنه يسمع من السماعات الخارجية وبصوت مرتفع و قد يكون المسجد قريبا من الأسواق التجارية المفتوحة للبيع الشراء و كلام الناس و صوت الأجهزة و كل ذلك لا يتناسب و سماع القرآن الكريم.
الوقفة الخامسة: الحد من ظاهرة التسول داخل المساجد و محاسبة الإمام على ذلك وتوجيه الأئمة بعدم إتاحة الفرصة للمتسول أن يتكلم داخل المسجد لأن المساجد لم تعد لذلك، كما يجب على الأئمة تبصير المجتمع بأن بعض المتسولين لا يستحقون الزكاة و لا الصدقة و أن أغلب الفقراء لا يستطيعون مواجهة الناس و إلقاء الكلمات في المساجد أمام المصلين أو الجلوس في الممرات داخل المساجد.
الوقفة السادسة: القنوات الفضائية في البلدان الإسلامية تبدأ أستعداداتها المبكرة من المسلسلات و الأفلام لعرضها في ليالي رمضان فلو تم توجيه الإعلام في البلدان الإسلامية بأتخاذ شهر غير رمضان يخصص لمثل هذه المسلسلات و يكون معروفا لدى شعوبها و يخصص رمضان بما يساعد الناس على دينهم و إتمام صومهم و التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة و كل ما يناسب و فضيلة الشهر الكريم.
أدعو الله يتقبل من المسلمين صيامهم و يهديهم إلى الطريق المستقيم و أن يهدي ضالهم.
الدكتور:
سليمان العريني وفقه الله