[gdwl]
استعراض له\\مهند الخليل \\
(الفكر التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء؟) عنوان كتاب متميز لمؤلفه الأستاذ عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي، نشرته مكتبة الإمام البخاري بمدينة الإسماعيلية المصرية، فهو-كما جاء بحق في عنوانه الفرعي: دراسة موثقة جعلتْ من مرويات الشيعة وتقريرات علمائهم أساساً ومحوراً لها في إماطة اللثام عن هذه القضية الخطيرة-.
تتصدر الكتاب مقدمة لفضيلة الدكتور محمد عبد المنعم البري عميد مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ورئيس جبهة علماء الأزهر سابقاً، استهلها بالإشارة إلى أن خطورة الفكر التكفير الرافضي لعموم الأمة، يتجاوز خطورة فرقة الخوارج التي كفرت المسلمين معتمدةً على نصوص أخرجتها عن سياقها، أما التكفير الرافضي فلا يستند إلى أي نص من نصوص الوحي، وإنما هي روايات مكذوبة امتلأت بها كتب القوم، حتى صار تكفيرهم لسائر المسلمين عقيدة ثابتة في دينهم المحرف. وللخوارج "شرف" لا أثر له عند الإمامية فالخوارج لم يخفوا تكفيرهم لغيرهم، في حين يسعى الرافضة إلى كتمانه ومخادعة الأمة عنه بنفي الروايات الضخمة التي تحتشد في أمهات كتبهم أو بادعاء ضعفها مع أنهم يتبعون روايات أشد منها ضعفاً بمقاييسهم المختلّة أصلاً وفصلاً.
ومن محاسن هذا الكتاب القيّم حقاً، إصرار المؤلف على إثبات التكفير الرافضي لدى أساطين المذهب الذين يقلدهم جمهور الرافضة، وكذلك على نقل نصوص تكفيرهم للأمة من كتبهم المعتبرة دون أي وسيط، وبعيداً عن أي مقولة لعلماء أهل السنة والجماعة، وذلك لإفحامهم وفضح تكفيرهم المطلق للمسلمين كافة، ثم اتهامهم الآخرين بدائهم: رمتني بدائها وانسلتْ.. وبخاصة أن أبواق ضلالاتهم كادت تنجح من قبل في نسبة هذه العقيدة المهلكة إلى أهل السنة والجماعة زوراً وبهتاناً، ولا سيما لأهل الدعوة السلفية الذين لم يكن لهم حضور إعلامي ملائم.
الباب الأول مخصص لإثبات أن الفكر التكفيري عقيدة راسخة عند القوم، وفي داخله فصول، أولها ينقل روايات الأئمة على عقيدة التكفير حيث يورد روايات البحراني والمجلسي ومحسن الحكيم والخميني والخوئي...والثاني يقدم الشواهد القاطعة على تبني أعلام الرفض لعقيدة التكفير والثالث يثبت أن التكفير الرافضي نتيجة حتمية لجعلهم خرافة الإمامة أصلاً من أصول الدين.
ويرصد الباب الثاني من الكتاب أثر الفكر التكفيري على واقع الشيعة العملي، ويبدأ بتكفيرهم الوقح لخير الناس بعد الأنبياء أي صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال رواياتهم المفتراة على آل البيت وعقائد علمائهم الضالين المضلين.
وأما أثره العملي إزاء جميع المسلمين فيضم في مطلعه وقفات مهمة، منها: أنهم يكفرون المسلمين من غير الرافضة كافة، فهم يكفرون الأئمة الأربعة والصوفية والأشاعرة بل والإسماعيلية من الإمامية والزيدية من الشيعة!!!وفي وقفة تالية يعرض الكتاب موقفهم الفعلي من مفاهيم تتصل بالموضوع مثل: الإيمان-المؤمن-المخالف-الكفر المقابل للإيمان.
ويورد في الباب تسعة مظاهر عملية من آثار عقيدتهم التكفيرية للمسلمين وبخاصة لأهل السنة، منها:تكفيرهم والقول بخلودهم في النار، وتجويز غيبتهم وشتمهم وقتلهم واستبحة أعراضهم ....!!!ولا يبقى الأمر مجرد عقيدة حاقدة في صدورهم وإنما هنالك وقائع تاريخية سوداء ليس لها نظير، الأمر الذي دعا المؤلف إلى تفصيلها لبيان أهوال عقيدة التكفير الرافضي للأمة والتي يكتمونها ويتهموننا بها ثم يخدعون الحمقى بخرافة التقريب القاتلة، فمنها تآمر ابن يقطين في عهد هارون الرشيد على قتل500مسلم في السجن، ومؤامرة الرافضة مع التتار، وخيانتهم للأمة في ظل الاحتلال الصليبي الجديد للعراق...ثم يوضح مخازي مهديهم المزعوم وحقده على الأمة سلفاً وخلفاً.
وفي الباب الثالث يبين الشافعي التبعات الشاذة لعقيدة التكفير الرافضي واعتمادهم على الكذب سبيلاً وحيدة لنفيها، مع إيراد أبرز الدجالين من علمائهم الحريصين على إخفاء عقيدتهم التكفيرية وفضحهم بالأدلة الساطعة، مثل:عبد الحسين شرف اليدن-محمد سعيد الحكيم-جعفر السبحاني، ثم يعقد مقارنة علمية بين غلوهم المهلك ووسطية أهل السنة في قضايا النجاة يوم القيامة، والخلافة والاختلاف....ويزدان الكتاب ببضع وثائق تدعم ادعاءات المؤلف التي وردت في كتابه بأمانة ونزاهة ملموسين.
[/gdwl]