الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
إن المتأمل لوضع غزة وما يجول حولها من حراك سياسي سواءا على المستوى العربي والمستوى العالمي يرى العجب ويرى آيات الله تترا في هذا الأمر .
غزة وما أدراك ما غزة
عصبة فَتِيَّة تُنَاطحُ ما يُسَمُّونه من أقوى جيوش المنطقة لكن نسوا أن من يقوده ويقاتل فيه أجبن جندي بل أجبن إنسان على وجه البسيطة .
إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم حملوا على أكتافهم أسلحتهم وعلى كفوفهم أرواحهم .
( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون)
حقيقة الموضوع كتبته بعد أن تأملت في ما حدث في غزة وقد انقسمت الأمة إلى أقسام وقد بدأ المسلسل على النحو التالي:
1- إعلان الهجوم على غزة من قبل وزيرة الخارجية للعدو من أرض عربية أو لنقل بعد الاجتماع والتطمين بمسؤولين عرب.
2- قناة الجزيرة رغم دورها الحالي في تعميق الانقسام العربي إلا أنها مشكورة على ما صنعت من كشف عورات العدو وهمجيته في التعامل مع النساء والأطفال والشيوخ.
3- التحركات الشعبية العربية والإسلامية والعالمية والصرخات التي انطلقت من هنا وهنا .
4- تحركات علماء الأمة من بيانات ولقاءات بالقادة العرب وهذا تغير نوعي لم نشهد له مثيل من قبل.
5- تغير أسلوب اللهجة لدى بعض تصريحات الدول العربية غير المعهود وإن كان لا يرقى للمؤمل والمرجو.
6- القنوت في كثير من المساجد مع ملاحظة عدم القنوت في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
7- محاولة البعض تحميل المقاومة مسؤولية ما جرى ويا سبحان الله أرض محتلة وحصار ظالم وعدوان سافر والعزل يتحملون المسؤولية.
8- فتح باب التبرع في بعض الدول وإن كانت تشكر عليه إلا أنه يعبر عن مدى موقفها المحرج من نفسها تجاه القضية.
9- لم تعقد القمة العربية في باديء الأمر لسببين :
أ- أن الاجتماع سيخرج بالشجب والتنديد مما سيزيد من حنق الشعوب على حكامها.
ب- ظن أن المسألة ستنتهي قريبا.
10- من ما سبق وقع القادة العرب في مأزق حقيقي وذلك عندما دعت قطر لقمة عربية بعد مرور هذه الفترة الطويلة على العدوان والتي تقارب عشرون يوما مما يحتم عليهم اتخاذ اجراءات صارمة من قطع علاقات أو اتخاذ مواقف حادة مثل فتح المعابر على مصراعيها أو اعلان الحرب - وهذه مستحيلة - فلذلك حاولوا أن تكون قمة تشاورية في الكويت بجانب القمة الاقتصادية - لأن القمة التشاورية لا تتخذ قرارات قوية - وهنا حدث الانقسام الأكبر وليت قطر أصغت إلى من نادى بعدم عمل قمة طارئة.
11- نتيجة قمة قطر مأساوية بحق وتتلخص في ما يلي:
أ- حضر خالد مشعل ( لا أدري بأي صفة ) - وليس ذلك نقصا في خالد مشعل ولكن أمام طاولته كُتِبَ خالد مشعل دون أي صفة حتى لم يكتب دولة فلسطين.
ب- حضور دولة إيران للقمة عقد الوضع ويؤكد للسعودية ومصر علاقة إيران بحماس (حسب تخوفاتهم).
جـ- انسحاب اليمن من القمة بعد الموافقة على الحضور وهي تقول أنها لا تريد تكريس الانقسام العربي - حسب قولها - وأظن أن الضغوط والاتصالات أدت لنتيجة فتاكة.
د- نتائج القمة للأسف - كم تمنيت أن لا تنعقد - هي مثلها مثل أي قمة فأين الطواريء فيها حتى قطر قامت بتجميد العلاقة رغم أنها مكتب تجاري لم تستطيع أن تقطعها وحتى موريتانيا فأي قمة طواريء.
هـ- أجمل ما في القمة حقيقة كلمة خالد مشعل التي كانت واقعية جدا وقال لهم بصراحة لا نريد تحميل الدول العربية فوق طاقتها ولا نطلب المستحيل.
12- المواقف التركية حولها مليون استفهام وهي مواقف تنقسم إلى:
أ- مواقف شعبية وكانت بحق مشرفة .
ب- مواقف سياسية إعلامية وكانت أيضا لطمة للقادة العرب وفرح لدى المسلمين بعودة تركيا للصف الإسلامي.
جـ- لم تتخذ تركيا رغم موقفها الشديد اللهجة ضد العدو الصهيوني أي إجراء بقطع أو تجميد علاقات أو حتى استدعاء سفير مما يجعل الأمر برمته وكأنه تبع للمسلسل السياسي العربي وتهدئة للشعب.
13- تشدق حزب الله وطلبه من حكام العرب فتح باب الجهاد وفتح المعابر وهو على حدود مع العدو ومع ذلك لم يصنع شيئا بل حتى لما أُطْلِقَت صواريخ الكاتيوشا من أراضي لبنانية تجاه العدو سارع إلى نفيه بأنه لم يكن هو السبب - شجاعة لا تقاوم - فأي خور هذا وتلصقه في غيرك وانت على رأسهم.
14- فنزويلا وبوليفيا تطردان سفير العدو في بلديهما وهي رسالة موجهة لأمريكا نظرا للعلاقات المتأزمة بين بلديهما وأمريكا مما حدا ببعض الغوغاء رفع صورت شافيز - رئيس فنزويلا- في المظاهرات المؤيدة لغزة ومما أحرج مواقف الدول العربية التي لها علاقة بالعدو الصهيوني.
15- تحذير السعودية بشأن أن لا تصبح أرض فلسطين أرض تصفية حسابات لبعض القوى في المنطقة تحذير وجيه وخاصة بعد محاولة حزب الله زرع الفتنة بين الشعوب وحكامها وكذلك طرد فنزويلا وبوليفيا السفير الصهيوني وردة فعل سوريا ومحاباة السعودية ومصر عباس وحكومته على حساب المقاومة.
أخيراً هل عرفتم أحبتي ما هي علاقة غزة بسورة التوبة أو الفاضحة أن غزة فضحت حال الأمة وفضحت مواقف الكثير الذين يراهنون على مواقف العروبة ونسيوا أن ما أيقض العرب هو دين الله الخالد بل أيقض كل نفسٍ التحقت بركبه ويزايدون على مواقف البعض من الأعداء.