قيل الإخلاص : نسيانُ رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق . ومن تزيّن للناس بما ليس فيه سقط من عين الله .
* * *
قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل : الإخلاص : أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى , خوفاً من سخط الله , كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك . ثم تذكر منَّة الله عليك إذ وفقك لذلك العمل حتى يذهب العُجب من قلبك , وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك .
* * *
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في معنى إخلاص العمل لله : أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق , وإما طلب مدحهم , والهرب من ذمهم , أو طلب تعظيمهم , أو طلب أموالهم , أو خدمتهم ومحبتهم , وقضائهم حوائجه , وأ غير ذلك من العلل والشوائب التي عقدُ متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائناً ما كان .
* * *
وأخبر سبحانه عن حسن عبادةِ المخلص فقال : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) [النساء:125].
قال ابن القيم : فإسلام الوجه : إخلاص القصد والعمل لله . والإحسان فيه : متابعة رسول صلى الله عليه وسلم وسنته .
* * *
قال تعالى مبيناً جزاء التفريط في الإخلاص : ( وقدمنآ إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [الفرقان:23] .
قال ابن القيم : وهي الأعمال التي كانت على غير السنة , أو أُريد بها غير وجه الله .