يا رَبُّ عُدْتُ إلى رِحابِكَ تائِباً
إبراهيم بديوي
يا رَبُّ عُدْتُ إلى رِحابِكَ تائِباً *** مُسْتَسْلماً مُسْتَمْسكاً بِعُراكا
ما لي وَما للأَغنياءِ وَأنتَ ياربي *** الغَنيُّ وَلا يَحَدُّ غِناكا
مَا لي وَما للأقوياءِ وَأنتَ ياربي *** وَرَبُّ النّاسِ مَا أَقواكا
إِنّي أَوَيتُ لِكلِّ مَأْوى في الحَياةِ *** فَما رَأيْتُ أَعَزُّ مِن مَأْواكا
وَتَلَمَّسَتْ نَفسي السَبيلَ إلى النَجاة *** فَلَمْ تَجِدْ مَنجى سِوى مَنْجاكا
وَبَحَثَتْ عَنْ سِرِّ السَعادةِ جاهداً *** فَوَجدْتُ هذا السِرَّ في تَقواكا
فَلْيَرضَ عَنّي النّاسُ أو فَليَسخَطوا *** أَنا لَمْ أَعُدْ أَسعى لِغَيرِ رِضاكا
أَدْعوكَ يا رَبّي لِتَغفرَ حَوْبَتي *** وَتُعينَنَي وَتمُدَني بِهُداكا
فَاقْبَل دُعائي واسْتَجِبْ لِرَجاوَتي *** مَا خَابَ يوماً مَن دَعا وَرَجاكا
يا رَبُّ هذا العَصْرُ أَلْحَدَ عِندَما *** سَخَّرْتَ يا رَبّي لَهُ دُنياكا
عَلَّمْتَهُ مِن عِلمِكَ (النَوَوي) ما *** علْمتَهُ فإذا به عاداكا
ما كَادَ يُطْلِقُ لِلعُلا صاروخَهُ *** حَتّى أَشاحَ بِوَجهِهِ وَقَلاكا
وَاغْتَرَّ حَتّى ظَنَّ أَنَّ الكَونَ في *** يُمنَى بَني الإنسانِ لا يُمْناكا
أَوْ ما دَرى الإنسانُ أَنَّ جَميعَ ما *** وَصَلَتْ إليهِ يَداهُ مِنْ نُعماكا ؟
أَوَ مَا دَرى الإنسانُ أَنَّكَ لَو أَرَدْت *** لَظَلَّتْ الذرّاتُ في مَخْباكا
لَو شِئْتَ يا رَبّي هوى صارُوخَه *** أوْ لَو أَرَدْتَ لَما استطاعَ حَرَاكا
يا أَيّها الإنسانُ مَهلاً واتْئِدْ *** واشكُرْ لِرَبّكَ فَضْلَ ما أَولاكا
واسْجُدْ لمَولاكَ القديرُ فَإنّما *** مُستحدَثاتِ العلمِ مِن مَولاكا
أَفَإِنْ هَداكَ بِعِلْمِهِ لَعَجيبةٌ *** تَزَوّرُ عَنْهُ وَيَنثَني عِطفاكا
إنَّ النَواةَ ولكتروناتِ الّتي *** تَجري يَراها اللهُ حينَ يَراكا
مَا كُنْتَ تَقوى أَنَّ تَفتيتَ ذَرَّةٍ *** مِنهُنَّ لَولا اللهُ قَدْ قَوَّاكا
كُلَّ العَجائبِ صَنْعَةَ العَقلِ الذي *** هُوَ صَُنْعَةُ اللهِ الذي سَوّاكا
وَالعقلَ لَيسَ بِمُدركٍ شيئاً إذا *** ما اللهُ لَمْ يَكتُبْ لَهُ الإدْراكا