قد يسأل البعض هذا السؤال ، والإجابة عليه تختلف من شخص لآخر ، وذلك حسب هذا العصر وما فيه من تغيرات
فعند بعض الناس الكريم هو من كان من الجنسية الفلانية أو من الجنس الفلاني ، ويفخر بذلك ولربما ازدرى الكثير ممن لا يشاركه هذه الصفة ، وهذا والله كثير في زمننا ، ألا ترى أخي الحبيب كيف يزدري الكثير منا العمالة الآسيوية الوافدة ، ونظن أننا أكرم منهم ؟ أليس هذا بصحيح ، ولهذا الأمر صور كثيرة ، يعرفها الكثير ، حتى للأسف قد تجلى هذا الفخر والكبرياء في بعض الناس أنه يشمئز من الصلاة بجانب هذا الأجنبي ( العمالة الوافدة ) ولماذا ياأخي أليس مسلم مثلك ؟ بل ربما يكون أفضل عند الله منك ، ألآ تعلم/ أن أول من يدخل الجنة المساكين ؟ هذا ياإخوة من الأمثلة ، وانظر أنت في واقع الناس ، فماهي الأسباب ياترى ؟ أظن أن كثرة المال من أسباب ذلك ، فصاحب المال ( الغني ) ينظر إلى غيره بعين الإزدراء وكأنه أفضل من وجد على الأرض ، ولذلك نجد أن الفقراء ألين الناس قلوبا وأكثرهم خشية لله من غيرهم ، ولعل هذا ما يجعل كونهم أول الناس دخولا الجنة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
ومن تفسيرات ( الكريم ) عند البعض الآخر من الناس ، أن الكريم من كان صاحب جاه ومنصب وشهادة علمية عالية ، كلا والله ، فكل هذا من متاع الدنيا الزائل ، إلا من استخدم ذلك في مرضاة الله ، ولكن كلامنا هنا عمن ينظر إلى هذه الأشياء مجردة ، فيظن أن الكرم بها وأنه يجب أن يُحترم ويوقّر لما له من الجاه والمنصب ، وهذه هي نظرة أهل الدنيا ، فسبحان الملك الواحد الذي ارتضى الكبر لنفسه ، ما من إنسان يرى نفسه أكبر من غيره وأشرف ، إلا صغّره الله تعالى في أعين الخلق ، والعكس بالعكس فسبحان مالك الملك
ومن الناس من يرى أن ( الكريم ) من كان من النسب الفلاني ، وهذه جاهلية عفا عليها الزمن وفاحت منها رائحة النتن ، انظر ماذا حصل بين الرعيل الأول ، فقد وقع منهم مثل هذا وكان المعلم الأول بين ظهرانيهم فزجرهم عن ذلك وقال : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ، وقال في مناسبة أخر ى حينما تذاكروا الأنساب والأحساب فقال صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها مُنـتِـنَـه
إذن أيها الأخوة الكرامة كل الكرامة ماذكرها ربنا في كتابه حيث قال إن أكرمكم عند الله أتقاكم
وقالها النبي عليه السلام في عرفات لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب ، التقوى ههنا ويشير إلى صدره عليه السلام
ومن أعظم أمثلة هذا ، ذلك العبد الذي سمع الرسول خشخشة نعليه في الجنة ، إنه بلال بن رباح العبد الأسود ، الذي كرمه الاسلام ورفعه إلى أعلى المراتب ، وغيرهم ، من الصحابة رضوان الله عليهم ممن كان عبدا في الجاهلية فجاء الاسلام وجعلهم قادةً للأمة
نعم هذه هي الكرامة الحقة ، وهذا هو الكريم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم