هذه العبارة صاغها رسولنا صلي الله عليه وسلم في لحظة من لحظات معاناته تنفس بها في زمن أحاطت به الدنيا وهو في الغار، يستتر من أعدائه ، فيلاحقونه من كل جانب، ويرصدون عليه الطرق، ويغلقون عليه المنافذ، ويوصدون في وجهه الأبواب ، لكنهم ما استطاعوا أن يغلقوا باباً واحداً ، أو يرصدوا طريقاً واحداً أو يقطعوا حبلاً واحداً.
هنا باب الله المفتوح لمن أراد القرب ممن أدناه.
وهناك حبل الله الممدود لأوليائه المتصل بأحبابه.
هتف عليه الصلاة والسلام للصديق وهما في الغار: لا تحزن إن الله معنا، معنا يرانا ويرعانا، معنا يحوطنا ويحفظنا، معنا يدافع عنا ويقبل منا، معنا بحفظه ورعايته، معنا بحمايته وكفايته، معنا فلا نخاف ولا نهزم ، معنا فلا نخزي ولا نندم، معنا ولو كانت الدنيا معهم.
أنت القوي فقد حملت عقيدة أما سواك فحاملو أوزار
يتفاخرون بهذه الدنيا وقد طبعت على الإراد والإصدار
دنيا وباعوا دينهم في حبها ياذلة المشرى وقبح الشاري
سبحان من حمي رسوله من الحساد والأضداد والأوغاد.
سبحان من جعل العاقبة له وجعل الدائرة على أعدائه.
سبحان من شرح صدره ورفع ذكره وأعلى قدره وأعظم أجره.
سبحان من أراه ألوية الكفر تتمزق، وقلاع الباطل تتحرق، وكتائب الإيمان تتدفق.
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عليكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً) .
منقول