من روائع أبو العتاهية أتمنى أن تنال إعجابكم
التكَالُبْ على الدنيا
كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،*** وبالدّموعِ الغِزارِ قَد سُكبَتْ
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ *** يا دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ كَلِبَتْ
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِية ٌ*** وكُلُّ نفسٍ تُجزَى بِمَا كَسَبَتْ
ٌيَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَة ٍ*** أيّ امتِناعٍ لهَا إذا طُلِبَتْ
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُ عاكِفَة ً*** ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَا ركِبَتْ
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَة ً،*** لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَا احْتُلِبَتْ
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍ بمدركِهَا*** كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَا طلبَتْ
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُ مُقْتَنِعاً،*** ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَا رحُبَتْ
ويحَ عقولِ المستعصمينَ بدارِ*** الذلِّ فِي أيِّ منشبٍ نشبَتْ
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقد خَلَت *** الآجالُ من وقتِها واقتربتْ