الأساس الرابع / حقيقة دعوتهم إلى التقريب :
كثيراً ما نسمع ونقرأ الدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة ( الرافضة ) عبر قناة فضائية أو مجلة أو صحيفة ، ويروج لهذه الدعوة بأمور:
1/ محاولة إثبات أن الرافضة مذهب من المذاهب الفقهية كالمذهب المالكي والشافعي والحنبلي، فيسمون دينهم بالمذهب الجعفري ، ومثل هذا لا يروج على من كان ذا معرفة بدين الرافضة ولو معرفة قليلة ، كما تقدم بيان شيء من معتقداتهم الكفرية في كتبهم ، وجعل الخلاف بين المسلمين ودينهم كالخلاف بين المذاهب الفقهية في المسائل الفقهية لا العقدية مع اتفاقهم في أكثر المسائل الفقهية كذبة أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار لدى أهل المعرفة والدراية والبرهان.
2/ أن العدو الكافر النصراني يهدد المسلمين في أراضيهم وثرواتهم وأديانهم ؛ لذا لنكن مع الرافضة صفاً واحداً لرد عدوان هذا العدو الباغي ، وهذا كثيراً ما يردده بعض الإسلاميين من الإخوان المسلمين ومن تأثر بهم والعقلانيين . والرد على هذا من أوجه :
أ- أن الرافضة أشد كفراً من النصارى لأن دينهم دين شركي فهم مشركون بخلاف النصارى فإنهم أهل كتاب مع كون الجميع كافراً عدواً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ب- أن الرافضة قد خانوا المسلمين في أحداث كثيرة مضت ومعاصرة ، فمن ابن العلقمي؟ ومن الذي أعان التتار المغول على المسلمين ؟!
ت- أن أساس مواجهة الأعداء تقوم على تقوى الله والقيام بدينه وفي مقدمة ذلك التوحيد قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) ، وتوحيد الصف وحشد الجمع على خلاف دين الله لا ينفع ألم تر إلى ذنب العجب كيف بدد جموع المسلمين يوم حنين قال تعالى ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ) .
الأساس الخامس / واجبنا تجاههم : إن على من أتاه الله علماً ومعرفة بحالهم واجبات :
1/ بيان حقيقة حالهم ودينهم للمسلمين حتى يحذروهم ولا يغتروا بهم ، ومن لم يكن ذا علم فليوصل إلى المسلمين أجمعين من مسؤلين وغيرهم الكتب والكتيبات والمطويات والأشرطة التي تبين حقيقة حالهم وترد عليهم ، ومن خيرة ما رأيت من الكتب المتأخرة كتاب " أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنتي عشرية " للدكتور ناصر القفاري – وفقه الله – ومنه استفدت كثيراً في هذه الرسالة ، ومن الأشرطة شريط عبد الله السلفي بعنوان " وقفات مع دعاة التقريب " .
2/ أن ندعوهم إلى السنة وترك ما هم عليه من الاعتقاد الكفري ، فإن كثيراً من شبابهم ومثقفيهم لو علموا حقيقة ما هم عليه من معتقد خرافي مصادم لصريح القرآن لتركوهم واهتدوا أو على أقل تقدير لم يتحمسوا لهذا الدين المبني على الكذب والنفاق ، وقد اهتدى كثير من شبابهم وشاباتهم ، وما أثر الحلقات التي أذيعت في القناة المستقلة بخافية عنا ، وما أحسن ما قدمه الشيخ عثمان الخميس – جزاه الله خيراً – إلا أنه ينبغي أن يكون السني حذراً من دعواهم التوبة لأجل عقيدة التقية التي هي تسعة أعشار دينهم .
3/ بيان كذبهم على أهل السنة فهم يدعون أننا لا نعرف لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حقهم ، وهذا كذب ، بل نعتقد أن لهم حقاً ، لكن لا نغلو فيهم بل ننزلهم المنزلة التي جعلتها الشريعة لهم . قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية " ويحبون – أي أهل السنة - أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم:" أذكركم الله في أهل بيتي " وقال أيضاً للعباس عمه – وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم – فقال:" والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله وقرابتي " .
وبهذه الكذبة على أهل السنة يحاولون استعطاف العامة معهم ، وعجباً لهم يتسببون في قتل الحسين – رضي الله عنه – كما هو مدون في كتبهم وكتب التاريخ ويزعمون حبه ، ومن لم يقتله ولم يتسبب في قتله يزعمون أنهم مبغضون للحسين – رضي الله عنه وعن أبيه وإخوته والصحابة أجمعين - ، لكن لا نملك أن نقول إلا ما قال الله ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) .
وأختم بفائدتين:
الأولى / تنفع السني المناظر للرافضي الشيعي وهي أن كثيراً من الرافضة في مقالاتهم وردودهم على أهل السنة يزعمون أن عندنا في حديث غدير خم : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرجوع والاحتجاج بأهل بيته وهذه كذبة شنيعة من كذباتهم الكثيرة ، وإنما عندنا في كتبنا لفظ حديث غدير خم التذكير بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليك لفظه في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال:" أما بعد ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال :" وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " ، فإذا تبين كذبهم المفضوح في مثل هذا فإني أدعو الرجل الشيعي المتجرد أن يجعل مثل هذه الكذبة عبرة له في معرفة ما عليه هؤلاء القوم من الكذب والبهتان المكشوف الذي حقيقته التلاعب بعقول أتباعهم من غير استحياء ولا خجل .
الثانية / يردد بعضهم أن الرافضي يعامل في الظاهر معاملة المسلمين لأنه كالمنافق المظهر للإسلام والمبطن للكفر ، وقد فاه بهذا أحدهم في بعض محاضراته ، والذي دعاه إلى ذلك منهج التميع الذي امتطاه مؤخراً ، وهذا غير صحيح . وذلك أن المنافق لما أظهر الإسلام ولم يظهر غيره عومل بما أظهر ، أما الرافضي فبمجرد إظهاره الانتساب لمذهب التشيع الإمامي فهو قد أظهر دينه فيعامل بما أظهر ، وتقدم ذكر شيء من دينهم .
فإن قيل: لماذا لا يقتلون ويشردون من بلاد المسلمين وقد ارتكبوا مكفرات موبقات ؟ فيقال: إن ترك حد الردة على من أظهر الكفر والردة يجوز لمصلحة راجحة فإن بعض المنافقين كرأسهم عبدالله بن أبي بن سلول ومن معه ظهر نفاقهم في مواضع وترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة حد الردة عليهم حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ، لكن ليس معنى عدم إقامة الحد عليهم أننا نحبهم ونألفهم ونؤاكلهم ونشاربهم ونعاملهم معاملة المسلمين ، كلا . بل نعاديهم ونبغضهم ديناً لما عندهم من كفريات أظهروها بانتسابهم إلى التشيع الإمامي .
أسأل الله أن يرد كيد الكائدين وينصر دينه على المخالفين من النصارى واليهود والرافضة أجمعين .
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس 9/ 7 / 1424هـ
لتحميل الاجزاء منسقة
http://www.ala7ebah.com/upload/uploaded/19290_1217932333.doc