الاجتماع واللقاء
الاجتماع بالاخوان قسمان:
احدهما: اجتماع علي مؤانسة الطبع وشغل الوقت فهذا مضرته أرجح من منفعته وأقل ما فيه انه يفسد القلب ويضيع الوقت .
الثاني: الاجتماع بهم علي التعاون علي أسباب النجاة والتواصى بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها ولكن فيه ثلاث آفات:
احداها: تزين بعضهم لبعض .
الثانية : الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .
الثالثة: ان يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود .
وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح اما للنفس الأمارة واما للقلب والنفس المطمئنة والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين والطيبين للطيبات وعكس ذلك .
" ينظر فوائد الفوائد تعليق الشيخ علي الحلبي" ( ص396) .
قال العلامة بكر ابو زيد رحمه الله تعالى:
احذر قرين السوء:
كما أن العرق دساس، فإن "أدب السوء دساس"، إذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب.
والدفع أسهل من الرفع .
وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير:
صديق منفعة.
صديق لذة.
صديق فضيلة.
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني.
وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما.
وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها.
ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك "م سنة 125هـ"قوله:"ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" أ هـ.
(الحلية ص104 ) .
منقول ---