بعثة الحج الإيرانية تسعى لإثارة الشغب بعرفات .. والداخلية السعودية تحذر
الأحد 9 من ذو الحجة 1429هـ 7-12-2008م
حجاج بيت الله يتوافدون على منى
مفكرة الإسلام: أعلنت بعثة الحج الإيرانية يوم السبت عزمها تنظيم ما يُسمى بمراسم "البراءة من المشركين" خلال موسم الحج لهذا العام، مشيرة إلى أن ذلك سيتم في "صحراء صعيد عرفة" الاثنين المقبل.
وقال مجيد آخوند زادة، المساعد التنفيذي لبعثة الحج الإيرانية: إن الحجاج الإيرانيين الشيعة سيطلقون هذه المراسم في صحراء عرفات يوم الاثنين في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحًا" بتوقيت السعودية.
وستطلق تلك "الصيحات" الشيعية التي غالبًا ما يتخللها تنديد مزعوم بالولايات المتحدة و"إسرائيل"، وسبق أن تسبب تنظيمها بصدامات دامية راح ضحيتها المئات.
وأكد المسؤول الإيراني، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، أنه "تم التخطيط اللازم لبرامج هذه المراسم منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة", وأضاف أن المراسم "ستبدأ بتلاوة آيات من القرآن، ثم قراءة دعاء آل ياسين، يتلو بعدها ممثل قائد الثورة الإسلامية نداء الإمام الخامنئي إلى الحجاج، الذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية، وتختتم المراسم بإطلاق الشعارات باللغة العربية".
وأضاف آخوند زادة: "لقد جرى إبلاغ الطاعنين في السن أو الحجاج المرضى بعدم المشاركة في هذه المراسم بسبب طول مدتها".
ولا يقوم بمثل هذه الأفعال الخارجة عن مراسم الحج الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إلا الحجاج الشيعة دون بقية الحجاج من أهل السنة من مختلف دول العالم الإسلامي. ويهدف شيعة إيران من وراء هذه التحركات إلى إثارة القلاقل والاضطرابات في موسم الحج وإفساد الشعائر على سائر الحجاج السنة والإخلال بالأمن الذي بذلت السلطات السعودية جهدًا كبيرًا في توفيره لحجاج بيت الله الحرام هذا العام.
الداخلية السعودية تؤكد رفض تحركات البعثات خارج مخيماتها:
وفي المقابل، رد المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، بتأكيد رفض قيام البعثات بتحركات خارج خيم الحجاج.
وقال التركي: إن وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، قد أوضح ذلك بحزم، وجرى إعلام البعثات بذلك.
وأكد تركي أن التحرك في صحراء عرفات بالصيغة التي وردت في الإعلان الإيراني "غير مسموح ولن يتم" مذكرًا بأن وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، كان قد أوضح ذلك للبعثات المختلفة، طالبًا منهم إقامة مراسمهم داخل خيامهم، "وقد باتت كل البعثات على دراية بذلك".
وأضاف تركي لشبكة سي إن إن الإخبارية: "ويمكن لمن يرغب التحرك داخل خيامه، أما خارج الخيام، فهذا لن يتم".
السعودية ترفض استغلال الحج لتحقيق مآرب حزبية أو سياسية:
وكانت السعودية قد أعلنت رفضها استغلال الحج لتحقيق مآرب حزبية أو سياسية. وقال وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "لا مكان هنا للشعارات أو ما يخالف شعائر الحج".
وأضاف آل الشيخ أن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وجَّه بأن تكون جميع الخدمات المقدمة إلى الحجاج على أعلى مستوى، بما يتوازى مع معنى خدمة الحرمين الشريفين.
وكان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز قد أعلن في تصريحات أدلى بها مؤخرًا أن 100 ألف رجل أمن سيخصصون لحماية أمن الحجيج.
المراسم تروّج للمشروع الإيراني الشيعي:
ويرى مراقبون أن هذه المسيرات التي يقوم بها الحجاج الشيعة تأتي في سياق الترويج للمشروع الإيراني الشيعي لتصدير الثورة الإيرانية في مناسبة يجتمع فيها مئات آلاف المسلمين من حول العالم.
وقد تحولت إحدى هذه التظاهرات الشيعية، خلال موسم حج العام 1987، إلى صدامات دامية، عندما قام مثيرو شغب إيرانيون بعمليات تخريب خلال المسيرة أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى.
ودفع ذلك طهران إلى مقاطعة مواسم الحج في الفترة ما بين 1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة، ومنذ ذلك الحين نفّذت حملاتها عدة تحركات مماثلة، لكنها جرت داخل الخيام، ولم تتدخل قوات الأمن السعودية.