إعداد عبد الحميد شاهين
عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث : لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.
عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال : يا معاذ قال : لبيك يا رسول الله وسعديك قال : يا معاذ قال : لبيك يا رسول الله وسعديك قال : ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله النار…
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال : كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف.
عن الحسن قال أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة ؟ قال : الله عز وجل قال : أفلحتُ ورب الكعبة إذاً يترك حقه.
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان يوم القيامة وفرغ الله من قضاء الخلق يبقى رجلان فيؤمر بهما الى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار : ردوه فيرد فيقال له : لم التفت ؟ فيقول : كنت أرجو أن تدخلني الجنة قال : فيؤمر به إلى الجنة … قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم عليه السلام : (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) وقول عيسى عليه السلام : (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه وبكى ثم قال : اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فاسأله ما يبكيك فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب : أخرجوهما فأخرجا فقال لهما : لأي شيء اشتد صياحكما قالا : فعلنا ذلك لترحمنا قال رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيان أنفسكما حيث كنتما من النار قال : فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فجعلها الله عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب : ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول : رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعدما أخرجتني فيقول الرب : لك رجاؤك فيدخلان الجنة جميعاً برحمة الله.
عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لما حج آدم عليه السلام فقضى نسكه أتته الملائكة وهو بالأبطح فقالوا : السلام عليك يا آدم أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام فقال آدم : يا رب قد قضيت نسكي فمالي ؟ (ماذا علي) فأوحى الله عز وجل أن سلني يا آدم ما شئت قال : فإني أسألك أن تغفر لي ولولدي (ذريتي) قال : فأوحى الله إليه : يا آدم أما أنت فقد عصيتني وأنت في الجنة وقد غفرت لك ذنبك الذي عصيتني وأما ولدك فمن آمن بي وأقر بذنبه غفرت له.
عن بلال بن سعد قال : يؤمر بإخراج رجلين من النار فإذا خرجا ووقفا قال الله لهما : كيف وجدتما مقيلكما وسوء مصيركما فيقولان : شر مقيل وأسوأ مصير صار اليه العباد فيقول لهما : بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد قال : فيأمر بصرفهما إلى النار فأما أحدهما فيعدو في أغلاله وسلاسله حتى يقتحمها وأما الآخر فيتلكأ فيأمر بردهما فيقول للذي عدا في أغلاله وسلاسله حتى اقتحمها : ما حملك على ما صنعت وقد خبرتها فيقول : إني قد خبرت من وبال المعصية ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانية قال : ويقول للذي تلكأ ما حملك على ما صنعت فيقول : حسن ظني بك حين أخرجتني منها ألا تردني إليها فيرحمهما ويأمر بهما إلى الجنة.
دعا رجل بعرفات فقال : اللهم لا تعذبنا بالنار بعد أن أسكنت توحيدك قلوبنا ثم بكى وقال : ما إخالك (ما أظنك) تفعل بعفوك ثم بكى وقال : ولئن فعلت فبذنوبنا لتجمعن بيننا وبين قوم طالما عاديناهم فيك.
عن الحكم بن جابر قال : قال إبراهيم عليه السلام : اللهم لا تشمت من كان يشرك بك بمن كان لا يشرك بك.
لما حج عمر بن ذر رحمه الله اجتمع الناس إليه فقالوا : يا أبا ذر ادع بدعوة فقال : نعم اللهم ارحم قوماً لم يزالوا مذ خلقتهم على مثل ما كانت عليه سحرة فرعون يوم رحمتهم.
قال بعض العباد : لما علمت أن ربي عز وجل يلي محاسبتي زال عني حزني لأن الكريم إذا حاسب عبده تفضل.
كان شاب به رهق (مرض) وكانت أمه تعظه تقول : أي بني إن لك يوماً فاذكر يومك يا بني إن لك يوماً فاذكر يومك فلما نزل به الموت قالت : أي بني قد كنت احذرك مصرعك هذا وأقول لك : إن لك يوماً فاذكر يومك فقال : يا أمه إن لي رباً كثير المعروف فأنا أرجو أن لا يعدمني بعض معروف ربي أن يرحمني.
مات لرجل من الصالحين ولد فكان إذا سئل عنه قال : أسلمناه إلى من تولى صنعه وخلقه ووعده مغفرته.
قال رجل : بتنا ليلة مع رجل من العابدين على الساحل فأخذ في البكاء فلم يزل يبكي حتى خفنا طلوع الفجر ولم يتكلم بشيء ثم قال : جرمي عظيم وعفوك كبير فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم قال : فبكى الناس من كل ناحية