كان اللعاب يسيل من فم الفأر ، و هو يتجسس على صاحب المزرعة و زوجته ، و هما يفتحان صندوقا أنيقاً ، و يمنِّي نفسه بأكله شهية ، لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما ، و لكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق و إندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة و هو يصيح :
لقد جاءوا بمصيدة فئران... يا ويلنا!
هنا صاحت الدجاجة محتجة :
إسمع يا فرفور ، المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك فتوجه الفأر إلى الخروف :
الحذر ، الحذر ففي البيت مصيدة ،
فإبتسم الخروف و قال :
يا جبان يا رعديد ، لماذا تمارس السرقة و التخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك ، و أنصحك بالكف عن سرقة الطعام و قرض الحبال و الأخشاب .
هنا لم يجد الفأر مناصاً من الإستنجاد بالبقرة التي قالت له بإستخفاف :
يا خراشي ،
في بيتنا مصيدة يمه الحقيني ،
يبدو أنهم يريدون إصطياد الأبقار بها .
____________________________
هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان ؟
عندئذ أدرك الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة ( مفيش فايدة ) .
و قرر أن يتدبر أمر نفسه ، و واصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة ، و نام بعدها قرير العين ، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر . و فجأة شق سكون الليل صوت المصيدة و هي تنطبق على فريسة ، و هرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله .
ثم جاءت زوجة المزارع و بسبب الظلام حسبت أن الفأر ( راح فيها ) ،
و أمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان ، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية ، و عادت إلى البيت و هي تعاني من إرتفاع في درجة الحرارة .
و بالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل ، و يستحسن أن يتناول الشوربة ، ( ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات ) .
و هكذا قام المزارع بذبح الدجاجة ، و صنع منها حساء لزوجته المحمومة ، و تدفق الأهل و الجيران لتفقد أحوالها ، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم .
و لكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام ، و جاء المعزون بالمئات و إضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم .
أود أن أذكر بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر ، الذي كان مستهدفاً بالمصيدة ، و كان الوحيد الذي إستشعر الخطر .... ثم فكر أيها القارئ ، في أمر من يحسبون أنهم بعيدون عن المصيدة و أن...... , فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف الفأر الذي يعرف بالغريزة و التجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصورون أن ( الشر بره و بعيد ) .
يعنى الهدف ان ممكن يكون الخطر بعيد عننا بس برضه يضرنا
يعنى اخواننا فى فلسطين والعراق مش هم بس اللى فى خطر