بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن يملك سيارة ؛ لذا كان مضطرًا للتنقل بواسطة الحافلة . وفي أحد الأيام وبينما كان ينتظر وصول الحافلة ، لاحظ وجود ورقة ملقاة قرب أحد صناديق القمامة.
وحبًا في الاستطلاع ، ورغبة في تمضية الوقت ، التقط تلك الورقة وأخذ يقروها.
شده كثيرًا ما كتب في تلك الورقة ، فأخذ يقرؤها باهتمام وتركيز شديدين ، ونسي ما حوله تمامًا.
لقد وجد في تلك الورقة الملقاة في القمامة أسرارًا عجيبة غيرت مجرى حياته بالكامل ، واستطاعت السطور الموجودة فيها أن تتسبب ـ بعد الله تعالى ـ في إحداث نقلة جذرية في حياة صاحبنا.
كان ذلك الفلبيني الذي يقف في أحد شوارع مانيلا مشدوها مما قرأ في تلك الرسالة الصغيرة ، التي تجرأ أحدهم وألقاها في القمامة ، رغم ما تحمله من أسرار عظيمة ، ومعانٍ سامية.
وقبل وصول الحافلة كان صاحبنا قد اتخذ قرارًا حاسمًا لا رجعة فيه بقبول الرسالة الموجهة ضمن تلك السطور ، وذلك بأن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله للناس كافة ، وأنه لا معبود حق إلا الله ، وأن محمدًا عبد الله ورسوله ، وأن عيسى أحد الرسل الذين أرسلهم الله لإرشاد الناس إلى عبادة الله وحده.
التقى صاحبنا بأحد الأخوة السعوديين الموجودين في الفلبين ، وأخبره برغبته في الدخول في الإسلام ، وبرغبته الشديدة في تعلم دينه الجديد ، وتم له ذلك ، وبدأ يتعلم الإسلام من ذلك الأخ الكريم.
لم يكتف أخونا ( جهني بن خالد ) وهذا اسمه بعد الإسلام ، لم يكتف بتعلم الإسلام فقط ، بل بدأ يُعلم الآخرين ، ويدعو النصارى إلى دين الله القويم ، حتى أصبح وخلال فترة وجيزة من الدعاة المؤثرين ، وأسلم على يديه خلال وقت قصير مئات الفلبينيين.
هكذا أثرت تلك المطوية الصغيرة التي كانت تشرح الإسلام على هذا النصراني فأصبح أحد الدعاة إلى الله بعد أن كان نصرانيًا يعبد الصليب.
فهل فكرنا جديًا بالمشاركة في التعريف بالإسلام وذلك بتوزيع المطبوعات ، أو دعم المراكز المهتمة بالدعوة ، أو سلكنا أحد السبل الكثيرة التي تساعد على نشر الإسلام والتعريف به ، بالجهد ، أو بالمال ، أو بالجاه .
القرار بيدك ، وفضل الله واسع ، ومن يصدق مع الله ، يصدقه الله.
منقول