مطعم "شيش كباب"
التقيت ليلة البارحة بالمدير التنفيذي لأحد أنشطة المكاتب الدعوية في السعودية؛ ودار الحديث عن شجون الدعوة وآفاق التضحية لهذا الدين.
ومر الحديث عن أحد الدعاة المتميزين في المكتب وهو الداعية " أحمد نور " وهو داعية فلبيني مثابر, وكان يعمل في مطعم " شيش كباب " وكان هذا المطعم قريب من المكتب.
أسلم الرجل وعزم على العمل لدين الله, فذهب لمدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وقال له: أنا مرتبي في المطعم 2000 ريال وأريد أن أترك المطعم وأعمل معكم في الدعوة إلى الله بـ 1200 ريال.
قال لي مدير المكتب: والله ما كنّا في تلك اللحظة نستطيع توفير ذلك المرتب لهذا الرجل المتحمس الغيور, وفجأة دخل علينا رجلان, قال أحدهما: أتينا لنرى هل تحتاجون شيئاً أو دعماً للدعوة إلى الله؟.
قال المدير: نعم. هل تتكفلون بمرتب هذا الداعية الفلبيني 1200 في الشهر؟.
قال الأول: أنا مستعد بـ 600 ريال وتردد الآخر.
ثم خرج الأول واتصل بزوجته وقال لها: هنا رجل فلبيني داعية إلى الله يريد مرتب 1200 ريال فما رأيك تتكفلين أنت بـ 600 ريال وأنا بـ 600 ريال؟ فوافقت.
وبعد 3 أشهر فقط أسلم على يدي هذا الداعية الفلبيني (147) شخص وكان هناك حفل في آخر العام وتكلم المدير عن إنجازات المكتب وذكر هذه القصة بدون أسماء أصحابها وكان المتبرع موجوداً فكاد يسقط على الأرض من شدة البكاء! وخرج من القاعة وهو لا يصدق ما حدث، ولا أدري عن حال زوجته.
ودهش الحاضرون من شدة الموقف والحماس, وكاد أحدهم أن يضرب المدير وهو يصرخ: لماذا لم تخبرونا بهذا؟! لماذا تحرموننا من الخير؟!.
قال المدير: أبشروا بالخير, فالمجال مفتوح, والعمل يجري, وأنتم عليكم البذل والإخلاص وعلى الله القبول.
عيسى بن سعد بن مانع