<div align="center">(من أشلاء أحمد ياسين إلى من يطَّلع عليه من المسلمين)
++++
أَسْكِتُوا صوتَ بُكاءٍ ونُواحِ
واثبتوا كالطَّوْدِ في وجه الرِّياحِ
اتركوني، واتركوا أشلاءَ جسمي
والدَّمَ المسفوحَ في أرضِ الكفاحِ
لِمَ تبكونَ على جسمِ قَعيدٍ
قيَّدَتْ رجليه آثارُ الكُساحِ
جسدٌ أصبحَ أشلاءً وطارت
نَفْخَةُ الرُّوح إلى أكرمِ ساحِ
قِطَعُ الجسم التي أبصرتموها
دُرَرٌ تُهدى إلى الأقصى المُباحِ
صورةُ الأشلاءِ ألفاظُ شموخٍ
عَبَّرَتْ للكونِ عن معنى انشراحي
أنا لم أشعرْ بصاروخ الأعادي
كان كالوَخْزةِ في ريشِ جناحي
إنْ أَمُتْ فالموتُ بابٌ يتلاقى
عنده الوُرَّادُ من كلِّ النَّواحي
ماتَ قبلي أنبياءُ الله، ماتَتْ
أُمَمٌ ذاتُ سيوفٍ ورماحِ
اسألوا التاريخَ عن قَتْلَى وجَرْحَى
وبكاءٍ وأنينٍ وصياحِ
اقرءوا تجربتي، كُنْتُ قَعيداً
فوقَ كُرسي غُدُوِّي ورَواحي
لم تقفْ روحي وراء الجسم حَيْرى
بل تعدَّتْه إلى كَسْب النَّجاحِ
اخرجوا من خندق الذُّلِّ وسيروا
بثباتٍ وشموخٍ وانفتاحِ
اتركوا عنكم مُلاحاةَ الأعادي
إنَّما يخسر منكم مَنْ يُلاحي
ضَجَّةُ الإعلام فُقَّاعاتُ وَهْمٍ
تتلاشى حين يُدْعَى للفلاحٍ
زَأْرَةٌ واحدةٌ من ليثِ غابٍ
يتلاشى عندها صوتُ النُّباحِ
اسألوا بابل عن وجهِ المثنَّى
واسألوا حطِّينَ عن وجهِ صلاحِ
يا بني الإسلام يا أحفادَ سعدٍ
وصُهيبٍ وبلالِ بنِ رَبَاحِ
قيِّدوا الحزنَ بقيد الصَّبر حتى
تُبصرَ العينُ تباشيرَ الصَّباحِ
أَسمِعُوا عشاقَ دنياكم حديثاً
وانقلوا عنَّا بألفاظٍ فِصاحِ:
قَطْرةٌ من كوثر الخُلْدِ تساوي
كلَّ ما في الأرضِ من ماءٍ قَراحِ
لا تظنُّوا أدْمُعَ العين ستُغني
مَنْ بكى، عن وَقْفةِ الحقِّ الصُّراحِ
إنما الدَّمْعُ بيانٌ عن جراحٍ
والبطولاتُ دواءٌ للجراحِ
فامسحوا أَدْمُعَكم واحتسبوني
واحملوا في ساحةِ الحقِّ سلاحي </div>