نـقـضتُ جمـيعَ العُـهُـودِ مَـعَـكْ .
ورُحـتُ أحـاولُ ألاّ أراكَ
ولا أسْمعَـكْ ..
كأنـكَ مَـا كنـتَ لـي وَطـناً
وما كنْـتَ تغـمُر بالنُـورِ دَرْبـي ..
وما كنْـتَ تجْـعلُ روحـي حَـمَاماً
يَطـيرُ بشـوُقٍ ..
كَـي يَتْـبـعَكْ
نَـقَضْـتُ جمـيعَ العُـهـودِ
لكِـنْ يَضَـلُ فـؤاديْ وعَـقْلي مَـعَكْ .
* * *
تركـتُكَ واخْـتَرتُ درْبَ السفَـرْ ..
وسِـرْتُ إلـىَ اللـيلِ
تحْـتَ الريَـاحِ وتحْـتَ المَـطرْ .
تـتُـوقُ إلـىَ اللـيلِ نَـفْسي
تَـهـفُـو إلـيهِ ..
ويجْـري إلـيهِ شُـعـوري
ويَـرنـوُ إلـيهِ البَـصَـرْ .
نسيـتُـكَ لـمْ أدْر كيـفَ اجتـرأتُ
وكيـفَ بـدأتُ وكيـفَ اسْـتطعْـتُ .
وكيـفَ حنـيـني إلـيكَ انـدثـرْ .
نَسيـتُـكَ .. لـمْ أنـسَ غـيرَ حـيَاتـي
وتُـهْـتُ عـنْ طـريـقِ نـجَاتـي ..
رغْـمَ سيـري تحْـتَ أنـوارْ القـمَـرْ
تـرَكـتُـكَ واخْـتَـرتُ درْبَ الظّـلام
ومَـشيـتُ نحْـوَ اللـيلِ ..
حيـثُ أُعَـانـقُ فـيـهِ الخَـطَـرْ .
سنلـتـقي يَـوماً ياوَطَـنِي
وتُـشْـرقُ الشّـمْـسُ ..
وتـنـقَـشِـعُ الأوهَـام
وَتلـوذُ بالـفَـرارِ كـلُّ خـفَافيـش البَـشَـرْ
* * *
شـعــــر : إبن الجــــبــــــل