لا يخفى على عاقل ما يدور حولنا من اضطرابات و تهاوي لكبار رموز الاستبداد والظلم وان كان لبعضهم ما لا ننكره من انجازات ،و كأن صفعة على وجه فقير تونسي مظلوم هزت الأمة من شرقها إلى غربها و سيرت حشود المتظاهرين و أسقطت أنظمة راهن كبار السياسيين على بقائها ، و اتسعت رقعة الغضب لتغطي شمال إفريقيا متجهةً ً إلى جزيرة العرب لتنتشر من جنوبها و شرقها إلى شمالها و كأنها تحوم حول بلد لا زال يخطو خطواته الأولى في مشوار الألف ميل .
تسلسل هذه الأحداث يذكرنا بفترة الضباط الأحرار و ثوراتهم على ملوك تلك الدول مع اعتبار الفارق الزمني ، لكن من يلاحظ كيفية تنصيب تلك المجموعة من القادة بطريقة و بفكر متشابه وحتى سقوطهم بشكل متشابه تثير لديه الشك و الريبة مما يحدث من حولنا ، وما يزيد الأمر سوءاً تحرك بارجات وسفن حربية لمراكز إستراتيجية و تدخل الغرب بحجج لم تذكر قبل هذه الثورات ، و ما يؤكد خبث تلك الأهداف القاسم المشترك في عدائية الإسلاميين و جعلهم العدو الأول لأهداف المحتجين والثائرين .
الآن بدأ المتربصون والعملاء بنفث سمومهم باستغلال ضعاف النفوس والدعوة إلى مظاهرات و احتجاجات لإدخال هذا البلد في حالة فوضى وزعزعة أمنه وإضعاف كيانه ليسهل المهمة لمن كان له أطماع في ثرواته و أحلام في الوصول إلى ترابه .
قد يحتج الكثير بانتشار الفساد و البطالة وغلاء المعيشة ، لكن هناك ثمة أمور يجب إن لا نغفلها ، الفساد منتشر مثل جميع بلاد العالم حتى التي تدعي صلاح و قوة أنظمتها وسقوط شركة إنرون الأمريكية و حكومة اليونان أمثلة فساد تدرس في الجامعات، وما تحاول الحكومة تصحيحه من فساد هو منتشر من فترة ليست بالقصيرة و له جذور لا تستأصل في يوم وليلة وقد تستمر لبضع سنوات ، و لكن لحل أي مشكلة يجب أن ندرك تلك المشكلة و نعمل على حلها بالطرق المناسبة وهذا ما بادر به الملك من بداية فترة حكمه ، لكن اجتثاث الفساد يتطلب خطوات و جهود قد لا يظهر لنا منها إلا القليل ، وكذلك البطالة و الكثير من مشاكل البلد ، و قد أسس الملك لنمو و ازدهار سنقطف ثماره خلال فترات ليست بالبعيدة ،و بدأنا نلاحظ الكثير من الإصلاح و هي إشارات تبشر بالخير الكثير .
ولكن توقيت مثل هذه الفوضى والاحتجاجات في هذه الفترة سيكلفنا الكثير ونحن بغنىً عنه ، وقد يكون نوعاً من الجحود أن يستمع أحدنا لمثل هذه الهتافات الخاسرة ، فبلد يحكم القرآن و يخدم الحرمين وينهى عن المنكر لا يصح إن يخرب بحجج المخربين والمفسدين، يجب أن نعلم ونعلم أبنائنا بل يجب ان نحذر في خطب المساجد وبعد الفروض وفي المدارس و من خلال وسائل الإعلام و جميع القنوات بأن الالتفات لمثل هذه الهتافات سيؤدي بنا إلى مهالك ويجب أن نقف ضدها بكلمة رجل واحد، فهي الانتحار بأم عينه .
نسأل الله ألا يحرمنا نعمة الأمن والأمان