منذ فجر التاريخ .. وكلنا يعرف أن اليهود هم أعداء الله وأعداء الرسول وأعداء المؤمنين .. فهم كانوا وما زالوا أهل الغدر والخيانة .. اليهود الذين يستعمرون وطننا جميعاً .. وطن كل مسلم عربي .. إنه (فلسطين) .. والجولان المحتل من قبلهم في سورية .. وجنوب لبنان .. و ..
وقفت عند تلك النقاط وسألت نفسي : ما الذي حلّ بنا ؟ .. ما الذي أضاع مجدنا وتقدمنا ؟ .. أين نحن من القوة والعظمة ؟ .. ورحت أجيب عن هذه الأسئلة لعلي أجد الراحة عند الإجابة .. قلت في نفسي : إن أخطر ما يصيب الأمّة هو أن تفقد ثقتها بنفسها .. وهذا ما حدث لنا .. فنحن نفتقر إلى الثقة بأنفسنا .. ولكن .. كيف نستردّ ثقتنا المفقودة ؟ ..
وأنا شاردة الذهن في التفكير بالواقع العربي .. تذكرت أن العرب كان لهم الدور الواضح تماماً في الأدب والرياضة والرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء والهندسة والطب لدرجة أن كتب الطب لابن سينا كانت تدرس في جامعات باريس .. والآن ينقلب كل شيء .. وأصبحت أمجادنا مجرد ذكريات ليس لأكثر .. تابعت تفكيري وكلما تذكرت الواقع المؤلم أشعر وكأن سيفاً يدخل إلى صدري ويميتني ..
وما يزيدني تعباً وقهراً هو غفلة كثيرٍ من أبناء أمّة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- .. مما يقوي شوكة أعدائنا .. فيكون التعاون مشترك بينهم .. ونحن ننظر إلى الثعلب الماكر وهو ينقض على فريسته .. فلا نملك الدفاع عن الفريسة حتى لو كنّا نموراً .. لغياب وحدتنا ..
في تلك اللحظات المؤلمة قلت في نفسي : يا للأسف .. كم من أم حُرمت طفلها .. كم من طالب ما زال على سفوح المجد فقد روحه أو عضواً من أعضائه حال دون إكمال دراسته ؟ وكم من أخ فقد أخاه الذي كان يشاركه حزنه وفرحه .. وكم من طفل فقد جدّه الذي كان يروي له القصص والحكايا ..
كل ما أريد معرفته .. أين كانت ضمائر الذين يقذفون الصواريخ ؟ .. حقاً إن زراعة الضمائر مستحيلة .. فلو كانت ممكنة لانقرض الشر تماماً .. وعلينا أن نؤمن أنه كما الشر موجود .. كذلك الخير موجود .. ولا بد للخير أن ينتصر .. وللحق أن يعود إلى أهله .. لكن كيف ؟ .. فالوحدة الوحدة .. والجهاد الجهاد .. وعدم الخضوع يوماً ما .. فبئس ما تاج على رأس خانع ذليل .. ونعم ما قيدٌ في ساعد حُرٍ أبيّ ..
وحتى أكون عادلة وأعمل بالحكمة القائلةإذا أردت أن تبالغ في الإنصاف فضع نفسك مكان خصمك) .. فإني لا ألقي اللوم كله على الأعداء .. لأن الأعداء وجدوا فرصة مناسبة لإثبات وجودهم .. إنني سألوم أهلي وأشقائي .. ونحن الآن بأمسّ الحاجة للفعل قبل القول .. إننا الآن بحاجة لرجال عظام أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي .. وإذا كان ظهورهم صعباً .. فلنتشبه بهم .. فكما يقول الشاعر :
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم ***** إن التشبه بالكرام فلاح
أيا من تنبض قلوبهم بحبّ الله .. أفيقوا من سباتكم العميق .. ثقوا بأنفسكم .. عودوا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه .. فإني لا أملك لكم سوى الدعاء .. ولن أتوانى عن ذلك طالما أنا مسلمة عربية .. ولي الفخر بأني منكم .. وثقتي بكم قوية .. فأنتم رجال الأمّة وحماتها .. ولعلّي لن أخذل يوماً ما ..
<marquee>قلب الأخوة</marquee>