وطارت بها أشواق المحبين ..
فإذا اشتاقت نفس لنفس .. وارتاحت لها .. وابدت راحتها وعاطفيتها لها
تبادرت الشفاة وتعثرت الكلمات واحتار اللسان فيتبلعم ويقول " أحبك " .
كلمه عذبه ذات معان جميله .. وخيال واسع
فهانحن ننظر ونقرأ في قصص كثيره واخبار واسعه ..
فهذا عنتر وعبله .. وهذا قيس وليلى .. وهذا مروان ورينا
وكلهم تقابلت قلوبهم بكلمة " الحـــب "
حب .. احتار اهل الدين فقالوا علاقة ووفاء
حب .. اختلف أهل اللغه فقالوا لاتفسر ولاتبلغ معانيها
حب .. اختلف أهل البلاغه فقالوا حرفان يخرجان من البلعوم ونهاية الحلق
ولكن كل مانقرأه ونراه .. حب دنيا .. حب زائل بوفاة أحدهما .. أو زلة لسان .. وينتهي هذا الحب الزائف الدنيوي .
فلنـنــظر إلى آيه من آيات الله .. ومعجزه من معجزات االله .. آية لو تنزل على الجبل لصدعته ... فاقرأ مايقول الجبار جل جلاله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة
تمعن في هذه الآيه .. وانظر إلى كلمة قد حيرتني كثيرا .. وأتعبتني في التفكير وأعجزت عيناي
هل عرفت هذه الكلمه ؟؟
نعم إنها قوله تعالى (( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ))
ما أجمل كلام الله وما أعذب كلام الله وما أحلاه على الشفاه
أي بيان وأي إعجاز وأي إيجاز
أين هي المعلقات ؟؟ أين هي الكتابات ؟؟ أين هي الأخبار ؟؟
أين أهم أهل الحب ؟؟ أين هم أهل الشعور الجذاب ؟؟
أين هم عن هذه الآيه الكريمه .. لالا .. ليست آيه بل كلمتين.
لن أتكلم أنا .. ولن تتكلم أنت .. ولن يتكلم أحد في عصرنا هذا .. فأنا لا أراه عدلا ..
ولكن حينما كنت أتقلب بين صفحات الكتب .. وبين أخبار الأئمة الأعلام .. هؤلاء الذين علموا وعرفوا وعملوا ماتعلموه من القرآن .
استوقفتني كلمات بسيطه .. أبحرت في قعرها .. وتجاذبتني الأمواج يمينا وشمالا .. حاولت أن اعيش هذه الكلمات ولكن كانت كلمات رنانة .. فأغلقت الكتاب وأغمضت عيناي وجلست أتأمل .
دعوني أترككم مع هذه العبارات ومن قائلها
قال ابن القيم رحمه الله في كتيبه " 30 فائده وفائده من حياة ابن القيم "
ليس العجب في قوله سبحانه (( وَيُحِبُّونَهُ )) ولكن العجب في قوله ((يُحِبُّهُمْ ))
لن أتكلم بعد هذا الكلام ولن أزيد لكي أدعك تتأمل هذا المعنى العظيم ومن قائله .