قالها بمرارة: إمام مسجدنا لايصلي الفجر معنا !!منذر التميمي
- يا ولدي إمام مسجدنا ما يصلي بنا الفجر إلا يومين في الأسبوع؟
- يا والدي يمكن الرجل يمر ببعض الظروف خاصة أن بيته ما هو جنب المسجد
- ظروف شهر شهرين...ماهو سنتين...وبعدين مشكلتنا إذا جاء وقت الإقامة توهقنا....حتى فلان (طالب علم) ما عمري شفته إلا يقضي بالصف الثاني الله يهديه بس.!!
بهذه العبارات البسيطة لخص والدي حفظه الله الذي جاوز السبعين من عمره مشكلة سرت في في فئة من شباب الصحوة ولا أظن أنها وصلت لتكون ظاهرة
ألأ وهي مشكلة التقصير في الجانب التعبدي أو الإيماني لبعض الشباب
سألت نفسي: كيف لإمام مسجد أن يعظ الناس ويذكرهم بالله وهو يتغيب عن صلاة الفجر غالباً!!
لقد عادت بي الذاكرة إلى زمن توهج الصحوة حينما كنا نعرف الشاب الملتزم حديثاً بدمعته الحاضرة ونفسه المتوثبة المسارعة للصف الأول ولقيام الليل وللاعتكاف في رمضان!
ماذا جرى يا أخوة؟؟
لكم يحزنني أن أرى شاباً حافظاً لكتاب الله لا يكاد يحضر للصلاة إلا عند الإقامة
ناهيك عن التفريط في صلاة الوتر التي قال عنها محمد صلى الله عليه وسلم : "إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن"
إن إقامة هذه الفرائض كما يحب الله وحمل النفس على فعل النوافل والمستحبات لهو (السياج الرباني ) الذي يكفل للشاب الملتزم بإذن الله الثبات على الطريق ومواصلة السعي الحثيث في الدعوة والإصلاح لبلوغ الهدف الأسمى المتمثل في رضا الله والجنة
لقد كان أمر الباري عز وجل لرسوله الكريم (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)
كان هذا بمثابة الإعداد الإيماني الرباني لتحمل أمر عظيم( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً)
وهذا السياج الرباني الإيماني قد لا يكفل للشاب عدم الوقوع في الخطأ (كل بني آدم خطاء) ولكنه بإذن الله (سيضبط) مساره و (يؤمن) طريقه..ويدفعه قدماً......لا لأن يصبح التزامه مسألة (مظهر) فحسب فيشعر الشاب أن الالتزام تكليف له متطلبات فيكتفي ببعض متطلباته (الظاهرة) بل سيدفع هذا السياج الرباني الشاب الملتزم ليحمل الراية....وليتقدم القافلة حاملاً بيده مشعل الخير والهداية.
منقول ---