السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الواقع الأليم ..
واليوم .. خذ على عجل الواقع الأليم ..
• في مصر : أضرحة الأولياء التي تنتشر في مدن مصر وقراها .. ستة آلاف ضريح .. وهي مراكز لإقامة الموالد للمريدين والمحبين .. بل إنه من الصعب أن تجد يوماً على مدار السنة ليس فيه احتفال بمولد ولي في مكان ما بمصر .. بل تعتبر القرية التي تخلو من أضرحة منزوعة البركة عندهم ..
وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى.. وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره .. وكثر زواره ..
فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة : ضريح الحسين.. وضريح السيدة زينب.. وضريح السيدة عائشة.. والسيدة سكينة.. والسيدة نفيسة.. وضريح الإمام الشافعي.. وضريح الليث بن سعد ..
إضافة إلى ضريح البدوي بطنطا .. والدسوقي بدسوق .. والشاذلي بقرية حميثرة ..
وقبر مزعوم للحسين .. يحج له الناس ويتقربون إليه بالنذر والقربات .. وتجاوز ذلك إلى الطواف به والاستشفاء .. وطلب قضاء الحاجات عند الملمات ..
وضريح السيد البدوي .. له مواسم في السنة أشبه بالحج الأكبر .. يقصده الناس من خارج البلاد وداخلها .. من السُنة والشيعة ..
وجلال الدين الرومي .. الذي كتب على قبره ومزاره : صالح للأديان الثلاثة .. المسلمين واليهود والنصارى .. ويدعى هذا الوثن بالقطب الأعظم ..
• أما في الشام فقد ذكر الباحثون الثقاة أن في دمشق وحدها 194ضريحاً والمشهور منها 44 ضريحاً.. وينسب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبراً.. وفي دمشق ضريح لرأس يحيى بن زكريا - عليهما السلام - .. يقع في المسجد الأموي .. وبجانب المسجد قبر لصلاح الدين .. وعماد الدين زنكي .. وقبور أخرى تزار ويتوسل بها...
وفي سوريا أيضاً : ضريح لمحيي الدين بن عربي صاحب \"فصوص الحكم\".. وهو ضال فاجر ..
• وفي تركيا أكثر من 481 جامعاً لا يكاد يخلو جامع من ضريح .. أشهرها الجامع الذي بني على القبر المنسوب إلى أبي أيوب الأنصاري في القسطنطينية ..
• وفي الهند يوجد أكثر من مئة وخمسين ضريحاً مشهوراً يؤمها الآلاف من الناس ..
• أما العراق .. ففي بغداد وحدها أكثرُ من مئة وخمسين جامعاً وقلّ أن يخلو جامع منها من ضريح.. وفي الموصل يوجد أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً كلها داخل جوامع.. وهذا كله بخلاف الأضرحة الموجودة في المساجد والأضرحة المفردة .. ( انظر: الانحرافات العقدية.. ص289.. 294.. 295 ) .
• وفي الهند : أصبح قبر الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني .. ويعملون أنواع العبادات .. كالسجود.. والنذور..
• وفي باكستان .. ضريح الشيخ علي الهجوري في لاهور .. وهو من القبور العظيمة..
* * * * * * * * *
والعجب أن الناس مفتونون بها .. مع أن أكثرها أضرحة مكذوبة .. لا حقيقة لها ..
• فالحسين رضي الله عنه .. له قبر بالقاهرة يتقربون إليه .. ويصرفون له أنواعاً من العبادات من دعاء وذبح وطواف ..
وفي عسقلان قبر للحسين أيضاً ..
وفي سفح جبل الجوشن غربي حلب ضريح ينسب إلى رأس الحسين رضي الله عنه أيضاً ..
وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال إن بها رأس الحسين : في دمشق .. والحنانة - بين النجف والكوفة - .. وبالمدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنه .. وفي النجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه رضي الله عنه .. و في كربلاء حيث يقال: إنه أعيد إلى جسده ..( انظر: الانحرافات العقدية.. ص288.. ومجلة (لغة العرب).. ج7 السنة السابعة (1929م).. ص557 561.. ومعالم حلب الأثرية.. عبد الله حجار ) ..
• أما السيدة زينب بنت علي - رضي الله عنهما – فقد ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع .. إلا أن قبراً منسوباً إليها أقامه الشيعة في دمشق .. (انظر : عبد الله بن محمد بن خميس.. شهر في دمشق.. ص 67. ) ..
ولا يقل عنه جماهيرية الضريح المنسوب إليها في القاهرة .. ولم تذكر كتب التاريخ أبداً أنها جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات ..
• وأهل الإسكندرية بمصر يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن أبا الدرداء رضي الله عنه مدفون في الضريح المنسوب إليه في مدينتهم .. ومن المقطوع به عند أهل العلم أنه لم يدفن في تلك المدينة .. ( انظر : مساجد مصر وأولياؤها الصالحون 2/33 ) ..
• وقل مثل ذلك في مشهد السيدة رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم بالقاهرة .. الذي أقامته زوجة الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله .. وضريح السيدة سكينة بنت الحسين ابن علي - رضي الله عنهم - ..
• ومن أشهر الأضرحة أيضاً: ضريح علي بن أبي طالب بالنجف بالعراق.. وهو قبر مكذوب فإن علياً دفن بقصر الإمارة بالكوفة ..
• وفي البصرة قبر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رغم أنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع ..
• وفي حلب ضريح لجابر بن عبد الله رضي الله عنه مع أنه توفي في المدينة ..
• بل ينسب الناس في الشام قبراً إلى (أم كلثوم) و (رقية) بنتي رسول صلى الله عليه وسلم مع أنهما زوجتا عثمان رضي الله عنه .. وماتتا في المدينة النبوية .. في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفنهما النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع في المدينة ..
• ومن المقابر المكذوبة باتفاق أهل العلم القبر المنسوب إلى هود عليه السلام بجامع دمشق.. فإن هوداً لم يجئ إلى الشام .. وهناك قبر منسوب إليه في حضرموت..
• وفي حضرموت أيضاً قبر يزعم الناس أنه لصالح عليه السلام .. رغم أنه مات بالحجاز.. وله أيضاً عليه السلام قبر في يافا بفلسطين.. التي بها كذلك مزار لأيوب عليه السلام ..
* * * * * * * * *
المصدر: كتاب/ اركب معنا
لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن العريفي