نحو نفس ربّانيّة
لماذا النفس الربانية !!!
النفس الربانية .. هى التى تكون مع الله صادقة .
النفس الربانية .. هى التى تكون مع صاحبها صادقه .
النفس الربانية .. هى التى تكون مع الناس صادقة .
أيتها النفس ... لحظة من فضلك !!!
قفى وتخيّلى ..
أن قيامة صاحبك قد حانت الآن وأنه يقف بين يدى خالقه ..
قفى وتأمّلى ..
أنكِ لو أقمت الإسلام فى سلوك صاحبك , فى أخلاقه فى وظيفته مع جيرانه مع مجتمعه .. فحتما سيقوم الإسلام فى مجتمعه .
قفى وَوبّخى ..
صاحبك وحاسبيه وإجعليه يُعظّم ربه ويراقبه وحببّى إليه حُب رسول الله وإتباع هديه وسنته وهُداه .
قفى ..
فأنت نفس مسلمة وصاحبك مسلما وذلك لكما شرف , فكونى وصاحبك على قدر هذا الشرف وله أهل .
قفى وإجعلى ..
من صاحبك لمجتمعه مصدر أمن وأمان وحذّريه من الفوضى والزعزعة والفتن والضلال والتضليل .
قفى وأبعدى ..
صاحبك عن الشدة وإنحراف الفكر واجعليه وسطيا معتدلا هّينا لينا فى غير إفراط ولا تفريط .
قفى وإجعلى ..
من صاحبك شامة وعلامة يُشار إليه بالبنان فى كل خير وجميل .
قفى وأُنصُبى ..
لصاحبك حسابا لأرباحه وخسائره .. دائما وباستمرار . . وهل ربحت تجارته مع الله !!
قفى وضَعى ..
له فى كفّة أرباحه ماقدّم من حسنات وماتقدم به من خطوات مع الله ومعكِ ومع الناس ..
قفى وضَعى ..
له فى كِفة خسائره ذنوبه وماقدم من تدهور فى علاقاته مع الله ومعكِ ومع الناس ..
قفى وأُنصُبى ..
لصاحبك ميزانا للمراجعة .. راجعى أموره وسائر أحواله ..
قفى وأنُظرى ..
إلى صاحبك فى صلاته للفرائض .. كيف حاله مع المواقيت والخشوع والإقامة .
قفى وأنظرى ..
وأنظرى الى صاحبك كيف حاله مع صلاة النوافل .. هل يأتى بعدد -12- ركعة كل يوم أم لا !!
قفى وأنظرى ..
وأنظرى إلى صاحبك كيف حاله مع سنة صلاة الضحى .. أيُصليها ؟ ركعتان أم أربع أم ست أم ثمانية أم ياترى منسية ولامجال لها عنده .
قفى وانظرى ..
وأُنظرى إلى صاحبك كيف حاله مع صلاة الوتر .. وإسأليه هل يعلم أن نبيه ما تخّلف عنها وقد أوصى بها .
قفى وأنظرى ..
إلى صاحبك كيف حاله مع قيام الليل . هل جرّبها .. حتى بعد العشاء مباشرة .. وهل قرأ عن فضلها .
قفى وأنظرى ..
كيف حال صاحبك مع القرآن , أيقرأ جزءا كل يوم أم صفحة أم لا يقرأ بالكلية , واسأليه هل قرأ عن فضل قرائته .
قف وأنُظُرى ..
حال صاحبك مع التسبيح والحمد والتهليل والتكبير .. هل يحافظ على ورد يومى منها .. وهل يعلم أن كل كلمة منها تعنى غرسا له فى الجنة .
قف وأنظرى ..
إلى حال صاحبك مع كتاب الله .. هل يتشرف بوضعه فى جيبه أينما ذهب .. كحرصه على دفتر هويته الخاص به .
قفى وأنظرى..
إلى حال صاحبك مع الصدقات ... هل يحافظ عليها .. ولو بالقليل وعلى قدر إستطاعته . وهل علم مالها من فضل عظيم .
قفى وأُنظُرى ..
كيف حال صاحبك مع المجتمع من حوله ... هل هو مِعطاء , مُنتِج , بنّاء , فعاّل , إيجابى , مؤثّر .
قفى وأنظرى ..
إلى حال صاحبك مع الزوجة والأولاد .. هل هناك محبة ومودة أم مشاجرات وتفكيك وصراخ وعويل .
قفى وأنظرى ..
إلى حال صاحبك معكِ أنتِ .. أينهرك إذا أذنب بالإستغفار والإنابة والإنطراح بين يدى الخالق .
قفى وأنظرى..
إلى حال صاحبك مع ورد الصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .. هل يجعل لذلك وردا كل يوم مائة مرة أم أنه غافل عن الصلاة عن الحبيب وهو الشفيع له ولأمته ... وهل يعلم أن نبيه يرد السلام على من يلقى عليه السلام , بأبى هو وأمى وولدى وزوجى , سيدى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
قفى وأنظرى ..
إلى حال صاحبك مع أذكار الصباح والمساء .. هل يحافظ عليها أم يغفل عنها , وهل يعلم أنها حصنه الحصين .
قفى وأنظرى..
إلى حال صاحبك مع الصومال ... أيدعو باستمرار لهم , وهل تصور مرة واحدة أنه فى موقفهم وحاله هو حالهم
قفى وأنظرى ..
إلى حال صاحبك مع خُلق الذوق فى التعامل مع الناس .. هل هو صاحب ذوق يسأل عن المريض ولو بالهاتف ..
ويساعد المحتاج حال مقدرته .. ويكف أذاه عن الخلق .. أم أنه من أصحاب الكلمات الطنانة الرنانة التى لاتسمن ولاتغنى من جوع والتى إذا سمعها الناس ظنوا أن محدثهم عالما من علماء الأمة .. ثم هو على أرض الواقع فى بعد تام عما يقول .. وهل علم أن الاسلام دين ذوق وأخلاق .. قبل أن يكون شعارات تُرفع وطنتنات من الفلسفات والكلمات الغير واقعية .
قفى وأنظرى..
إلى حال صاحبك مع عيونه .. أيُبكيها من خشية الله أم أن عيونه من النوع القاسى المتحجر لاتُذرف منها دمعة واحدة تدلل بها على خشيته من الله .
قفى وأُنظرى ..
إلى حال صاحبك .. هل هو ممن يقول ولايفعل ويأمر بما عنه يبتعد وينهى عن ماهو يأتيه .. وهل علم أنه بذلك يكون ممن قال الله عنهم : ( ياأيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ملاتفعلون ) الصف 3:2
قفى وأنُظرى ..
إلى حال صاحبك أغارقُ هو فى الكبر والعجب والحديث عن ذاته وصفاته .. أم أنه يخفض الجناح ويتعامل بمنطق الأخفياء الأتقياء .
قفى وأنظرى ..
إلى حال صاحبك مع التقوى التى أمر بها ربنا والتى أشار إليها علياً رضى الله عنه وأرضاه ... هل وجدتيه يخاف الجليل ويعمل بالتنزيل ويرضى بالقليل ويستعد ليوم رحيله عن الدنيا .
إعلمى يانفس ..
• أن اخلاصك فى مساعدة صاحبك سيكون بداية له مع كل خير ولكل جميل .
• أن إيقاظك الدائم له سيجعله مصدر إشعاع لمن حوله مُنتجا حسنا بنّاء معطاءا .
• أنك اذا كنت هكذا دائما معينة لصاحبك آخذة بيديه للنور مبعدة له عن الضلال فسيعم الأمن والأمان على صاحبك وعلى الناس من حوله وعلى الدنيا كلها .
• أنك من الممكن أن تكونى بالسوء أمارة فاحذرى ذلك حتى لاتهلكى صاحبك .
خاتمة :
اللهم إني أسألك لنا وللمسلمين زيادة في العلم والدين ، وأن تمنحنا أنفساً ترقى بأصحابها دوما نحو كل خير مكين , وإمنحنا بركة في العمر والرزق تجعلنا بهما منشرحين , وتوبة قبل الموت وراحة عند الموت ومغفرة ورحمة بعد الموت وجوازاً على الصراط وخلاصاً من الحساب ونصيباً وافراً من الجنة والرحمة والمغفرة والشفاعة والرضوان في الدين والدنيا والآخرة .
اللهم أعطنا من واسع رزقك الحلال ما تصون به وجوهنا من ذل السؤال لغيرك إنك أنت المعطي الوهاب الرازق بغير حساب .
اللهم إنا دعوناك ثقة بكرمك وطمعاً في رحمتك وسعياً وراء مرضاتك .
اللهم إنك قلت وقولك الحق أدعوني أستجب لكم ، اللهم إمنحنا نفوسا توّاقة لرضاك حبيبة إليك , للخير تدعوا وللسلام تنشد وللأمن تسعى , اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التِّكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .