هل أهل جدة ملائكة
الأحد 06, ديسمبر 2009
د.عبد الله بلقاسم
في كل كارثة تحل بالبلاد يحاول الطابور الحانق على الدين توظيفها لخدمة أجندته، وآخرها سيول جدة، وأهل جدة كغيرهم من المسلمين يعودون إلى ربهم في أوقات النوازل ويستغفرونه طلبا للعفو، ليس هذا غريبا
وحيثما اتجهت بحمد الله في هذه المدينة المؤمنة تسمع الدعوة إلى الاستغفار والتوبة والحديث بآسى عن حجم الأخطاء والذنوب
لكن الغريب هو التيار المريض الذي يستشيط غضبا عند الحديث عن الذنوب وأنها من أسباب حدوث النقم، بل شكل جبهة تثير الرعب لكل من يتحدث عن قضية الذنوب، حتى إن بعض الدعاة أصابه الرعب من ذلك وصار يردد ما يقولون
لقد حاول التيار الهادم استثارة المجتمع ولكن هذه المرة على من!
كأنه يقول لهم:
أيها المجتمع الملائكي الطاهر، أنتم فوق مستوى محاسبة الرب لكم، أنتم تملكون الحصانة التي تسقط كل التهم عنكم
أنت جيل القداسة والنزاهة الاستثنائي في التاريخ
وكل من يتحدث عن الذنوب فهو شامت بكم.
بل ذهب أحد الثرثارين في برنامج خط الستة، الذي يلوث الأسماع مساء عن الكرة، ويقذر العيون مفتيا في الصباح الباكر
ذهب إلى أنه يجب أن يقدم من يطلب الاستغفار من الناس إلى المحاكمة
إنها مفارقة عجيبة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يعاتبهم القرآن ونحن وأهل جدة فوق العتاب قال تعالى للجرحى والمكلومين في أحد الذين خرجوا ابتغاء مرضاة الله :
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)
وقال سبحانه في كلية عامة
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)
فما الذي يجعل هذه المدينة أو تلك خارج خارطة الخطيئة.
ومن تناقضاتهم التي تثير الاشمئزاز أنهم في الوقت ذاته يتحدثون عن الفساد ونهب المال العام
أليست هذه ذنوبا أيضا
ويقولون ما ذنب الأطفال والفقراء والصالحين؟
وهؤلاء تنتهي رؤيتهم الأفقية عند خط الدنيا أو عند خط الستة
نقول لهم ماقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة حين قال لها
: \" يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم \" . قلت : يا رسول الله وكيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ قال : \" يخسف وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم \"
إن كل صوت يأمر الناس بالاستغفار صوت مخلص خائف على نفسه وعلى الناس
أصوات المحذرين من الذنوب أصوات ناصحة تصرخ شفقة بين هذا الركام الهادر من وعاظ خط الستة
إن علينا جميعا وليس أهل جدة فحسب الانتباه إلى هذه الصوت السلولي المريض الذي يعيد خطاب الدهريين الأوائل
الذي يفسرون الظواهر بعجلة التاريخ فانظروا ماذا حل بهم:
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)
لجينيات