<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد ،،
فقد رفع الله راية هذا الدين برجال صنعوا مجدا عظيما ، سجلوا فيه أجمل الانتصارات ، بدمائهم وصبرهم وجهادهم ..
وقد ربى فيهم قائدهم ومربيهم محمد صلى الله عليه وسلم أعظم معاني العزة بالدين ، والثقة بالله تعالى ، ثم بأنفسهم ، غير مبالين بأعدائهم ، ولا منبهرين بقوتهم ، بل أسس فيهم عليه الصلاة والسلام قوة ذاتية استطاعوا من خلالها أن يزيلوا أعظم القوى على وجه الأرض في ذلك الوقت ..
تلك القوة كانت تعتمد على الثقة بالله تعالى أولا ، ثم الاعتماد على النفس ، والاعتزاز بالدين ، والسير نحو الهدف المنشود بثقة وطمأنينة ، حتى حقق الله لهم النصر ورفع لهم الراية ومكّن للهم في الأرض ..
وعلى هذه التربية نشأ جيل الصحابة رضوان الله عليهم ، والأجيال من بعدهم ، وقد درسنا ونحن صغار موقف عبد الله بن الزبير عندما مر عمر بن الخطاب في الطريق وانصرف الصبية هيبة من عمر- رضي الله عنه- إلا عبد الله ولما سأله عمر عن سبب عدم انصرافه مع الأطفال قال: لست مذنبا فأفر منك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك!
جواب جرئ .. وثقة عجيبة ..
كم نحن بحاجة لإعادة بنائها في أنفسنا أولا .. وفي نفوس أبنائنا وبناتنا ثانيا ،،
إن هنالك ثمة فرق شاسع بين تربية الأولاد على الأدب والحياء ، واحترام الآخرين ، وبين الخجل والانكباب على الذات ، وقتل معاني الابداع والشجاعة لديهم ،،
الثقة بالنفس .. ذلك المعنى الجميل الذي فقدناه كثيرا !!
ماحقيقته ؟
وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبنيه في قلوب أصحابه ؟
ولماذا فقدناه اليوم ؟؟
وماهي مظاهر فقد الثقة بالنفس أو ضعفها ؟؟
وما هي الوسائل التي يستطيع المرء بها أن يبني ثقته بنفسه ؟
تساؤلات أضعها بين أيديكم أيها الكرام .. لتكون مدار نقاش هام في الملتقى التربوي ..</div>
المراقب العام