توبة كاذبة
التوبة بداية حياة ونهاية حياة .. بداية مع الهداية ونهاية مع الغواية ..
التوبة منة وفضل من الله يمن بها على من يشاء من عباده فهو التواب الرحيم .
التوبة امتحان للتائبين ليُعرف الصادقون والكاذبون ..
التوبة ميلاد جديد وانطلاقة إلى عهد مديد .. إنها حياة شعارها الحياة مع الله .. إنها حياة شعارها الحياة مع الله
أحبتي كثير هم الذين يتوبون لكن قليل هم الذين يصدقون في توبتهم ويثبتون .
إن من صدق مع الله في توبته صدق الله معه ووفقه لحسن خاتمته .
إن التوبة والنجاة بالاستغفار لا بالتمادي والاستهتار .
أنه من بذل الأسباب وصل إلى الأبواب
قالمنصور بن عمار : كان لي صديق مسرف على نفسه ثم تاب ، وكنت أراه كثيراً .. كنت أراه كثيراً من العباد والقوام والصوّام .. أراه كثير العبادة والتهجدففقدته أياماً فقيل لي : هو مريض . فأتيت إلى داره فخرجت إليّ ابنته .
ف قالت : من تريد .
قلت : قولي لأبيك فلان .. فاستأذنت لي ثم دخلت فوجدته في وسط الدار وهو مضطجععلى فراشه وقد اسودّ وجهه ، وأذرفت عيناه ، وغلظت شفتاه .
فقلت له وأنا خائف منه : يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله .. ففتح عينيه فنظر إلي بشدة ثم غشي عليه .
فقلتله ثانياً : يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله.. ثم كررتها عليه ثالثاً , ففتح عينيه فقال : يا أخي منصور هذه كلمة قد حيل بيني وبينها .. هذهكلمة قد حيل بيني وبينها ..
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ثم قلت له : يا أخي أين تلك الصلاة والصيام والتهجد والقيام ..
فقال : كان ذلك لغير الله .. كان ذلك لغير الله ..وكانت توبتي كاذبة ، إنما كنتأفعل ذلك ليقال عني وأُذكر به ، وكنت أفعل ذلك رياء للناس ، فإذا خلوت إلىنفسي أغلقت الأبواب وأرخيت الستور وشربت الخمور وبارزت ربي بالمعاصي .. ودمت على ذلك مدة فأصابني المرض وأشرفت على الهلاك ، فقلت لابنتي هذه : ناوليني المصحف ، فقلت بعد أن أخذت المصحف : اللهم بحق كلامك في هذاالمصحف العظيم إلا ما شفيتني وفعت عني البلاء ، وأنا أعاهدك أن لا أعودإلى ذنب أبداً .. ففرج الله عني .. ففرج الله عني .. فلما شفيت عدت إلى ماكنت عليه من اللهو واللذات وأنساني الشيطان العهد الذي بيني وبين ربي ،فبقيت على ذلك مدة من الزمن فمرضت مرة ثانية أشرفت حينها على الهلاكوالموت فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كعادتي ثم دعوت بالمصحف وقرأتفيه ثم رفعته وقلت : اللهم بحرمة ما في هذا المصحف الكريم من كلامك إلاّما فرجت عني ورفعت عني البلاء ، فاستجاب الله مني ورفع عني .. ثم عدت إلىما كنت عليه من اللهو والضياع ما كأني عاهدت الله أن لا أعود..فوقعت فيهذا المرض الذي تراني فيه الآن فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كماتراني ثم دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي حرف واحد منه .. دعوتبالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي حرف واحد منه ..فعلمت ان الله سبحانه قدغضب علي فرفعت رأسي إلى السماء وقلت : اللهم فرج عني يا جبّار السماءوالأرض .. اللهم فرج عني يا جبّار السماء والأرض ..فسمعت كأن هاتفاً يقول :
تتوب عن الذنوب إذا مرضت
فكم من كربة نجّاك منها
أما تخشى بأن تأتي المنايا
وترجع للذنوب إذا برأت
وكم كشف البلاء إذا بليت
وأنت على الخطايا قد لهوت
قال منصور بن عمار : فوالله ما خرجت من عنده إلا وعيني تسكب العبرات ، فما وصلت الباب إلا وقيل لي إنه قد مات ..
حيل بينهم وبين ما يشتهون ..
نعم أحبتي .. نعم أحبتي.. التوبة ليست نطق باللسان ، إنما هي ندم بالقلب وعزم على عدم العودة إلى الماضي المرير .
ومنشروط صحة التوبة أن تكون قبل معاينة أمور الآخرة فمن باشره العذاب أو عاينالموت فقد فاته موسم القبول ..من عاين الموت وباشر العذاب فقد فاته موسمالقبول ..
والله ما صدق صادقٌ فرُدّ عن الأبواب ، ولا أتى الباب مخلصٌ فصُدّ عن رب الأرض والسماء ورب الأرباب .
إنما الشأن في صدق التوبة ، لذلك قال الله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
يا ربي عفوك لا تأخذ بزلتنا
كم نطلب الله في ضر يحل بنا
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
ونركب الجو في أمن وفي دعة
وارحم يا ربي ذنباً قد جنيناه
لما تولت بلايانا نسيناه
لما وصلنا الشاطي عصيناه
وما سقطنا لأنَّ الحافظ الله
وصلى الله على نبينا محمد