تاريخ الخبر : 27-03-2004
ما زلنا نحتفظ بالنسخة ومستعدون لارسالها للازهر ان رغب في الرد عليها وتفنيدها
بقلم : وليد رباح :
رئيس تحرير الزميلة \"صوت العروبة\"
في غابر الزمن .. وابان كان الاسلام طريا .. خرج الينا مسيلمة الكذاب بآيات شيطانية
يقلد فيها القرآن الكريم قائلا : يا ضفدع يا ضفدعين .. نقي كما تنقين .. لا السماء
تصلين .. ولا في الارض تسبحين .. فقالت له سجاح .. المرأة التي كانت تشاركه هلوسته ..
ولكن الارض يا مسيلمه لا يسبح فيها الانسان ولا الضفادع فقال لها مسيلمه : ويلك .. هذا
وحي من السماء .. أتنكرين عليّ نبوتي .. قالت : اجعلها يا مسيلمة تسوحين بدل تسبحين ..
وسوف اصدقك .. وضحك مسيلمة وقال لها .. كما تشائين .. فلنجعلها ( تسوحين)
***
قبل اشهر .. اتصل بي أمريكي يتحدث اللغة بلهجة أهل تكساس وقال : أنا القسيس ايلياهو ..
اريد مقابلتك على وجه السرعة .. قلت له : يا سيدي القسيس .. كيف تكون قسا واسمك الياهو
.. لو قلت لي جورج أو ديفيد او سام لصدقتك .. قال بعد ان سمعت ضحكته على الهاتف .. ان
معي هدية ثمينة لك .. قلت له : على اية حال انا على استعداد للقاء بك .. اين ومتى ؟ قال
.. في جريدة صوت العروبة .. قلت : اتعرف المكان .. قال : احفظه عن ظهر قلب .. قلت له
تفضل .. وذهبت فورا الى طاقم الجريدة في قاعة التحرير وقلت لهم مضمون ما حدث وطلبت
اليهم ان يكونوا على اهبة الاستعداد لحمايتي ان حدث مكروه ..
ويبدو ان الرجل كان يتحدث لي من هاتفه المحمول .. فما هي الا دقائق حتى رأيت رجلا طويل
القامة اشقر الشعر يرتدي بدلة منمقة وربطة عنق جميلة .. ويحمل في يمناه شنطة من نوع
(السامسونايت) وقال لي بلغة مكسرة ممطوطه .. شلام العليكم .. قلت وعليك السلام .. تفضل
واجلس ..
قال : لا اريد ان آخذ من وقتك الكثير .. ثم فتح حقيبة يده واخرج منها شيئا ملفوفا بورق
فضي لامع وقال : هذه هديتي لك .. قلت له مازحا : امتأكد انت انها ليست قنبله .. فانا
اعرف عاداتكم تماما .. ضحك وقال : بل هي حياة جديدة اعرضها عليك .. وقام بفض الورق
الفضي وقدم لي كتابا قرأت عنوانه بالعربية (الفرقان الحق) .. وتركته يتحدث على سجيته ..
غاص في الاقتصاد والسياسة والمال والاعمال والحياة الجديدة التي سوف اعيشها لمدة تزيد
على نصف ساعة دون ان اقاطعه .. كنت اهز رأسي موافقا على ما يقول .. وأقول الحق انني
مللت من حديثة فقلت له كلمة واحدة : كم ؟ قال .. ماذا تعني .. قلت له كم؟ ضحك وقال :
اقصاه واحد .. قلت له : اجعله اثنان. قال : فليكن .. قلت : وما المقصود بواحد او اثنين
.. قال .. مليون او مليونان .. قلت : وما شرطك .. قال :أن ينشر هذا الكتاب على حلقات في
صوت العروبة شرط ان تضاعف الطباعة لمرات عشر على الاقل .. قلت : نحن جريدة صغيرة
متواضعه .. لماذا لا تذهب الى الجرائد المشهورة التي تنتشر في طول العالم وعرضه .. قال
: نحن لا نريد الا الجالية المسلمة في امريكا .. ونحن نعرف ان صوت العروبة تقرؤها
الجالية العربية والاسلامية .. نحن لا نريد اكثر من ذلك ..
ورأى الرجل ( تململي) من جلسته فقال : لقد اخذت من وقتك الكثير .. سوف اتصل بك لاحقا
لتعلن لي موافقتك وتحدد لي تاريخ النشر .. قلت : دعني اقرأ الكتاب اولا .. قال .. خذ ما
شئت من الوقت .. أما ان كنت بحاجة سريعة للدعم فاني مستعد منذ اللحظة .. قلت : لا اترك
هذا الامر لمقابلة أخرى ..
غادر الرجل .. وفتحت الكتاب فاذا به باللغة العربية والانجليزية معا : وقرأت مقدمته
التي تقول :
الى الامة العربية خاصة .. والى العالم الاسلامي عامة ..
سلام لكم ورحمة من الله القادر على كل شىء .. يوجد في اعماق النفس البشرية أشواق
للايمان الخالص والسلام الداخلي والحرية الروحية والحياة الابدية .. واننا نثق بالاله
الواحد الاوحد بان القراء والمستمعين سيجدون الطريق لتلك الاشواق من خلال ( الفرقان
الحق) . ان خالق البشرية يقدم هذه البركات السماوية لكل انسان بحاجة الى النور بدون
تمييز لعنصره او لونه او جنسه او لغته او اصله او امته او دينه .. فاالله يهتم كثيرا
بكل نفس على هذا الكوكب ..
أوحي الى الصفي .. ترجم معانيه المهدي .
ثم تصفحت الصفحة الاولى منه فاذا بها البسملة التي تقول :
باسم الآب الكلمة الروح الاله الواحد الاوحد (2) مثلث التوحيد موحد التثليث ما تعدد (3)
فهو آب لم يلد (4) كلمة لم يولد (5) روح لم يفرد (6) خلاق لم يخلق (7)فسبحان مالك الملك
والقوة والمجد ، من ازل الازل الى ابد الآبد .
ثم عرجت على سورة الفاتحة التي تقول :
هو ذا الفرقان الحق نوحيه فبلغه للضالين من عبادنا وللناس كافة ولا تخش القوم المعتدين
(2) مهيمن يحطم سيف الظلم بكف العدل ويهدي الظالمين(3) ويهدم صرح الكفر بيد الايمان
ويشيد موئلا للتائبين .(4) وينزع غل الصدر بشذى المحبة ويشفي نفوس الحاقدين (5) ويطهر
نجس الزنى بماء العفة ويبرىء المسافحين (6) ويفضح قول الافك بصوت الحق ويكشف مكر
المفترين (7) فيا ايها الذين ضلوا من عبادنا توبوا وآمنو فابواب الجنة مفتوحة للتائبين
..
هالني هذا الكلام الركيك الذين لا معنى له .. فقلت في نفسي ضاحكا من نفسي .. اذا كان
المهدي لا يعرف اللغة العربية على اصولها ولا يستطيب فخامتها وجزالتها .. ولا يعرف
مفرداتها .. فكيف لي ان لا افرح بهذا الهراء ..
ووجدت نفسي افتح القرآن الكريم على سورة الفاتحة فأقرأها بكل تمعن .. ان الفرق كالفارق
بين الحي والميت .. ولا ادري ما الذي جعلني اسرح بخيالي الى مسيلمة الكذاب وكيف انتهى
به الامر .. فقلت في نفسي : رغم ان مسيلمة كان يوصم بالكذاب .. الا انه كان افضل لغة من
هذه المسخرة .
في الاسبوع الذي تلا قابلت الشيخ الفاضل الدكتور محمد القطناني امام مسجد باسيك بمدينة
باترسون فقلت له الامر دون تفصيلات فلم يملك الا ان ضحك .. ولم يجبني بكلمة واحدة ..
الا انني قرأت على ملامحه رده السريع : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ..
***
اسبوعان مرا ورن جرس الهاتف معلنا صوت الياهو .. ها .. ماذا قلت يا سيدي .. قلت على
الفور : اوافق بشرط واحد .. وصدقوني اني من خلال اسلاك الهاتف شعرت بالفرحة الطاغية
تكتنف الرجل وقال : شرطك مقبول دون مناقشة .. قلت : الا تعرف الشرط اولا .. قال : طالما
انك وافقت على النشر فتلك غايتي .. اما شروطك فكلها مجابه .. قلت : اشترط ان تكون هناك
مناظرة بينك وبين أي شيخ تختاره انت من الجالية العربية المقيمة في الولايات المتحدة
الامريكية .. وسأؤمن لك شروط هذه المناظرة .. وسأنشرها قبل نشر كتابك .. سكت فجأة لثوان
خلتها دهرا قبل ان تأتيني اجابته : دعني افكر بالامر .. قلت : الامر لا يحتاج الى تفكير
.. وتابعت مازحا .. الا اذا كنت تريد استشارة شارون او نتنياهو او الحاخام غورين او
غيرهم .. قال ضاحكا : الحاخام غورين مات منذ زمن .. الا تدري بذلك .. قلت بلى واني احفظ
حتى تاريخ موته ٍ.. قال : ان ذاكرتك لم تزل جيده .. قلت .. كيف انسى تاريخ موت الذي
اقترح على دايان بعد احتلال القدس ان يدمر المسجد الاقصى بمائة كيلو غرام من مادة ال تي
ان تي شديدة الانفجار .. قال جادا .. انت تفكر بطريقة لا نستطيع معها التفاهم!
.. ومع هذا فاني ساتصل بك لاحقا .. ثم اقفل الخط في وجهي .. ومنذ ذلك التاريخ وحتى
اليوم .. وانا انتظر اجابة الياهو على العرض الذي قلته له .. لكن ذلك اليوم .. ابدا لن
يأتي .
www.h-alali.net