صاحبُ صحيفة , كتبَ مقالاً بعنوان : "الأمور الصحيحة في بيان حال أمتّنا الجريحة "
بدأ بذكر العزيز الغفّار , ثمّ صلّى على النبيّ المختار , وعلى آله وصحبه الأطهار ..
فقال : إنّ مانراهُ اليوم من مآسي تذيبُ الحجارة , هي بسببب بعدنا عن الطهارة !! فلا تشاهدوا الأخبار وانظروا
الى القفارة !! فيها وردٌ .. فيها حرارة .. لكن ليس فيها ثمرٌ , وانما فيها صبارة .
ثمّ اردف قائلاً :
إنّ هذه الأمّة غافية , لن تصحو إلا في يوم الغاشية , حينها نثأرُ من العادية !! الجائرة .. الظالمة .. الخاسرة
الباغيّة .
ثمّ قال :
فالنبتعد عن مثل هذه الأمور , ونشتغل بالزرع وبناء الدور , فما لله لله , ومالقيصر لقيصر !!..
تفحصّتُ المقال , هل هذا هو المقال ؟
فتذكّرت ماقاله جيمي كارتر ( العودة إلى ارض التوراة التي اخرج منها اليهود منذ مئات السنين , وان اقامة الأمّة الإسرائليّة
في ارضها هو تحقيق لنبوءة توراتيّة , وهي تُشكّل جوهر هذه النبوءة )
قارنت بين المقالين فوجدّتُ :
أنّ الأول انهزامي .. تثبيطي .. لايعمل .. ينتظر الفرج من الله - عزوجل - دون اعدادٍ وعمل !! ..
فاقد للعزيمة ..
وفاقدُ الشيء لايُعطيه ..
امّا الثاني :
فيه القوّة .. فيه الأمل .. فيه الوعد .. فيه العمل .. فُحقّ ان يسيطر , ويبسط نفوذه ..
أليس كذلك ؟
هل تعلمون متى قال كارتر هذا الكلام ؟
لن تصدّقوا !!
1978م !!
فائدة :
من السهلِ ان تكتب مقالةً , وتزيّنها بالسجعِ , والتشبيهِ , والكناية , وتقدّم وتأخّر , ولكن من الصعبِ ان :
تستخدم نفس اسلوب عدوّك !!
من الصعبِ ان تشحذ الهمم !!
من الصعبِ ان تبدأ العمل !!
من الصعبِ ان تجهر بالحق !!
فمتى ستعمل ؟
اعدك , إن كنت على نفسِ الطريقة , فلن تعمل ابداً ..
لأنك بصريح العبارة .. شخص فاقدُ الأهليّة !!
تشرّبتَ لغة الإستسلام .. ومن يهن يسهل الهوان عليه ..
تذكّر :
من يهن يسهل الهوان عليه ..
ولاحولَ ولاقوّة إلا بالله