لمحة تاريخية
الإسلام في تركستان الشرقية:
فتحت تركستان الشرقية أول مرة على يد القائد المجاهد قتيبة بن مسلم حيث دخل إلى " كاشغر " وذلك في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام ( 96 هـ / 715 م )
وفي نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي الأول في القرن الثالث للهجرة أسلم الخاقان سلطان " ستوق بوغراخان " وسمى نفسه عبد الكريم, وتبعه في الإسلام أبناؤه وكبار رجال دولته, ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينا رسميا للدولة, وبقيت تركستان دولة إسلامية مستقلة حوالي تسعة قرون, ومنذ ذلك الحين جميع أهلها مسلمون.
الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية:
في القرون الثامن عشر الميلادي وقعت أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي فريسة للاستعمار الأوروبي والأسيوي. ففي أسيا اتفق المستعمران الروسي والصيني على تقسيم أرض المسلمين الأتراك من خلال عدة معاهدات. وسقط هذا الجزء المسلم في يد الصين بعد أن لقي ( 000. 200. 1 ) تركستاني حتفهم, ونفي (22000 ) عائلة تركية إلى داخل الصين.
الاستقلال التركستاني:
ثار المسلمون في تركستان الشرقية ضد الاستعمار الصيني والاضطهاد البوذي سبعة ثورة كبيرة عارمة. أثمر آخرها عام 1863 م على تحرير تركستان الشرقية من الحكم الصيني وتكوين مملكة مستقلة في القرن التاسع عشر الميلادي, تشكلت حكومات محلية في خمس مناطق, وانضوت جميعها تحت حكم " أتاليق غازي يعقوب بك " الذي منحه السلطان العثماني لقب أمير المسلمين, وكان أتاليق رجلا جيدا أنشأ المساجد والمدارس الإسلامية, ومازال عدد منها موجودا حتى الآن, ولكن الأطماع الاستعمارية لروسيا والصين تجددت وبالفعل استولت القوات الصينية على تركستان الشرقية في عام 1878 م. وصدر مرسوم في 18 نوفمبر 1884 م بجعل تركستان الشرقية مقاطعة. وتسميتها " سنكيانج " أي المستعمرة الجديدة وجعل " أورومتشي " عاصمة لها.
الاستقلال الثاني لتركستان الشرقية:
استمرت ثورات التركستانيين ضد الاستعمار الصيني, وقتل مليون آلا لاف من المسلمين في سبيل خلاصهم وخلاص بلادهم من الحكم الصيني البوذي, وكانت الحكومة الصينية تقمع تلك الانتفاضات بكل وحشية وقسوة. وكلما زادت في اضطهادهم وعنفها تجد في أهلها الإصرار, حتى تمكن أحد أصحاب الاتجاهات الدينية وهو " ثابت داموللا " من تحرير البلاد وتشكيل جمهورية تركستان الشرقية في كاشغر بتاريخ 12 نوفمبر 1933 م.
ولكن الوالي الصيني (شنغ شي تساي ) يقضي على الثوار وجمهوريتهم في شهر يوليو 1934 م بمساعدة الروسيا الخائف من وجود هذه الدولة الفتية المسلمة بكل ما يحتاجه في إزالتها.
الحكم الصيني الشيوعي في تركستان الشرقية:
في عام 1949 م أعلن قائد الجيش الصيني في تركستان الشرقية استسلام البلاد وخضوعها " لماوتسي تونغ " زعيم الحزب الشيوعي الصيني, ودخلت القوات الصينية الشيوعية تركستان الشرقية في أكتوبر 1949 م. وبذلك بدأ عهد جديد من الإرهاب والظلم في تاريخ تركستان الشرقية المسلمة.
مرحلة ما بعد " ماوتسي تونغ "
تتميز هذه الفترة بتحول الشيوعيين من تطبيق سياسة الإرهاب المكشوف إلى ممارسة سياسة تطبيق الشيوعية العلمية والتصيين الثقافي. ومن أبرز هذه الممارسات:
أولا: التضييق في ممارسة الشعائر الدينية والحيلولة دون انتشار تعاليم الإسلام وذلك لقطع صلة الأجيال الجديدة بهويتهم الإسلامية.
ثانيا: منع أفراد الشعب التركستاني من ممارسة حقوقهم الإنسانية المشروعة كالتعليم وحرية التعبير إلى جانب الاعتداء بالمطاردة والاعتقال بل والقتل.
ثالثا: مصادرة ثروات تركستان الشرقية وحرمان أهلها الأصليين من خيرات بلادهم, وفرض حياة الفقر والعوز عليهم وإهمال التنمية الاقتصادية في البلاد.
رابعا: خداع العالم بإقامة حكم ذاتي صوري لتركستان الشرقية يديره الصينيون من وراء الستار, وينفذه الموظفون التركستانيون العملاء التابعون لهم.
خامسا: إغراق تركستان الشرقية بالمهاجرين الصينيين وإحتلالهم في أماكن سكن وعمل أهل البلد الأصليين.
سادسا: القيام بتنفيذ المتفجرات النووية في الأراضي التركستانية مما نتج عنه إفساد البيئة بالسموم ونشر الأمراض بين أفراد الشعب التركساني.
سابعا: إجبار أفراد الشعب التركستاني المسلم على تنفيذ سياسة تحديد النسل, وممارسة أقصى العقوبات مع المخالفين لهذه السياسة.
ثامنا: تشجيع الزواج بين التركستانيين والصينيين.
إذا أردت المزيد من البيان فراجع إلى البحوث التالية للأخ توختي ئاخون ئه ركين:
(1 ـ تركستان الشرقية تئن تحت قبضة الاستعمار الصيني البغيض. 2 ـ البلد الإسلامي المنسي. 3 ـ التهجير الصيني )
المصدر : المسلمون في وسط آسيا و معركة الإسلام المقبلة , تأليف أبو مصعب السوري, 1999م