ذكر الله اتصال القلب به , والاشتغال بمراقبته ; وليس هو مجرد تحريك اللسان . وإقامة الصلاة ذكر لله . بل إنه وردت آثار تكاد تخصص الذكر بالصلاة:
روى أبو داود و النسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين , كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات " . . وإن كان ذكر الله أشمل من الصلاة . فهو يشمل كل صورة يتذكر فيها العبد ربه , ويتصلبه قلبه . سواء جهر بلسانه بهذا الذكر أم لم يجهر . والمقصود هو الاتصال المحرك الموحي على أية حال .
وإن القلب ليظل فارغا أو لاهيا أو حائرا حتى يتصل بالله ويذكره ويأنس به . فإذا هو مليء جاد , قار , يعرف طريقه , ويعرف منهجه , ويعرف من أين وإلى أين ينقل خطاه ! ومنهنا يحض القرآن كثيرا , وتحض السنة كثيرا , على ذكر الله . ويربط القرآن بين هذا الذكر وبين الأوقات والأحوال التي يمر بها الإنسان , لتكون الأوقات والأحوال مذكرة بذكر الله ومنبهة إلى الاتصال به حتى لا يغفل القلب ولا ينسى: (وسبحوه بكرة وأصيلا). .