س/ ما هي ضوابط مشاركة المرأة في المنتديات المختلطة خاصة وفي المنتديات النسائية عامة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد .. فقد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أن المرأة عورة , و العورة هي كل شيء يحتاط له ويتخوف عليه فتطلب صيانته وحفظه فالمرأة ينبغي أن يكون اشتغالها بما تشتغل به سواء كان في هذه المنتديات أو في غيرها أن يلاحظ فيه ذلك فلا ينبغي للمرأة أن تدخل في مجال سواء كان في هذه الشبكة أو في غيرها بحيث يكون سبيلاً إلى التغرير بها أو جذبها واستهوائها و إيقاعها فيما لا تحمد عاقبته .
أما أولئك الذين يدخلون في المواقع السيئة التي ينتشر فيها الفحش والبذاءة والانحرافات بجميع أنواعها سواء كانت تلك الانحرافات في الأفكار و المبادئ والعقائد أو كان ذلك في السلوك و الأخلاق فإن هذا لا يجوز للإنسان أن يعرض قلبه و سمعه وبصره لمثل هذه الأمور .
يقول الله عز وجل: "" {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء ""
ولا يدخل في المواقع التي تذكر فيها الشبهات - التي لربما تنطلي على الكثير- إلا طائفة قليلة من أهل الاختصاص ممن رسخت أقدامهم في العلم , وتمكنوا فيه وصاروا على دربة ودراية ليس في العلم فحسب بل في أصول الجدل والرد والنقاش فقد يكون الإنسان عالماً ولكنه لا يحسن المناقشة والرد فيكسر ويعتقد أهل الباطل أنهم قد ظهروا على الحق ويغتر بذلك من يغتر .
فالمرأة المسلمة ينبغي أن تراعي هذه الأمور فلا تدخل في المواقع التي تعلق بسببها الشبهات في قلبها ولا تدخل أيضاً في المواقع المشينة التي يترخص فيها بكثير من القول ويتكلم الناس فيها بما لا يليق مما يستحي العاقل منه . هذا في الجملة .
وأما المواقع الأخرى التي ليس فيها مثل هذه الأوضار الفكرية أو السلوكية فإن المرأة أيضاً يجب أن تكون على حذر وتتوقى المواقع التي يمكن أن تكون سبيلاً لتكوين علاقات وارتباطات مع الرجال وقد تقع في أمور من هذا القبيل لا تخطر لها على بال ولم تحسب لها حساباً في أول الأمر ولكنها خطوات الشيطان شيئاً فشيئاً حتى يقع ما لا يحمد عقباه .
س/ هل يجوز أن تأمر الفتاة وتنهى عن المنكر لرجل وتستمر في نصحه في المواقع الشبكية ؟
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب في كثير من الأحوال على المرأة والرجل .
ولكن المرأة تأمر النساء من جنسها وتأمر الرجال من محارمها . وأما غير هؤلاء فينتدب لأمرهم ونهيهم الرجال , لأن المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو تكثير الخير وتقليل الشر .
ودخول المرأة آمرة وناهيةً للرجال الأجانب مظنة لوقوع المنكر و الارتباط بهؤلاء الرجال بحيل لا تخفى على العاقل فقد يظهر لها القبول والإذعان و المحبة لما تقدمه وتذكره من النصائح ثم يبدي لها فقره الشديد إلى مثل هذه التوجيهات و لربما غرر بها وضحك عليها بأنه يسكن في محل بعيد لا يوجد فيه من يعلمه الإسلام و لا يوجد فيه من الكتب والمحاضرات والبرامج الدعوية وما إلى ذلك وأن هذا السبيل الوحيد الذي أنقذه الله عز وجل به من الظلام , فتصدقه المسكينة وتتحمس وتظن أن هذا من الرزق الذي ساقه الله إليها أن هدى الله عز وجل بها أحدا من الخلق وقد يكون هذا الذئب المتلصص من جيرانها وفي حيها ,
فهو يذكر لها أنه يعيش في جزيرة بعيدة منقطعة عن العالم وهذا شيء مشاهد وسمعته من الكثيرين , حتى أولئك الذين يدخلون على من يستمعن المحاضرات عن طريق البالتوك لربما يسحبها بحديث جانبي وهي جاءت لسماع المحاضرة , فيتحدث معها أنه لم يفهم كلام الشيخ في القضية الفلانية , أو أنه بحاجة إلى أن يعرف الإسلام وله رغبة في الدخول فيه فتتحمس المسكينة وتتراسل معه وتتواصل بالمكاتبات و لربما بالصوت شيئاً فشيئاً ثم يخدعها بعد ذلك ويمنيها و لربما هيأت له بعض المحاضرات وبعض الكتب و المطويات وذكر أنه سيأتي مع وفد من الشركة بعد مدة من الزمن إلى بلادها وهو لربما يسكن في حيها في واقع الأمر ثم تتلهف متى يأتي هذا الإنسان فتواعده في مكان ثم بعد ذلك تقع أمور لا تحمد عقباها .
هذه من خطوات الشيطان وهؤلاء الذين يستجرون النساء في الواقع من الشياطين , بل أخبرت عن أحد هؤلاء الشياطين الذي كان يقول بكل بجاحة لأصحابه: لو كانت أطهر من ماء السماء وهي ممن يكتب في المنتديات فأنني استطيع أن أوقع بها وكان يراهن على هذا ويتحدى أصحابه .
س/ ما حكم المشاركة بتصغير الأسماء أو بأسماء مستعارة فيها من الميوعة و التغنج أو الوصف المرح ؟
نهى الله عز وجل المؤمنات وأدبهن بأدب واضح " { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } (32) سورة الأحزاب " .
فإذا جاءت بإسم يستميل القلوب إليها فإن ذلك الاسم لا شك أنه يؤثر في القلوب المريضة ولهذا قال الله عز وجل : " فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ " وهو المرض الذي يكون بمعنى الميل المحرم إلى النساء ,
والطمع إنما يكون بالشيء المرجو الذي يأمل الإنسان حصوله عن قريب خلاف الأماني فإنها تكون من باب التعلق بأمور بعيدة المنال أو محالة . فهذا الإنسان حينما يرى هذه المرأة تظهر بإسم فيه شيء من الغنج أو الضعف والرخاوة فإنه يطمع فيها وفي الإيقاع بها فيبدأ بسعي حثيث من أجل التوصل إلى هذا المطلوب كما هو مشاهد .
س/ ما حكم استخدام الرموز التعبيرية وهي صور مصغرة تعبر عن مشاعر الشخص وتختصر الكلمات بتعبير رمزي لها سواء بين الرجل و المرأة أو بين المرأة والمرأة والرجال يقرأون الردود ؟
هذه الصور هي أكثر تعبيراً من الكلمات فالصورة تؤثر وتعبر بما لا تعبر به الألفاظ
فهي أبلغ , أضف إلى ذلك أنه لربما يكون في بعض هذه الصور ما يشين و ما يكون منافياً للحياء و ما ينبغي من الآداب ، أضف إلى ذلك أن هذه التصاوير لا تجوز سواء صورها الإنسان وشكلها بنفسه أو أخذها جاهزة ووضعها في محل فإنه يكون في منزلة من صورها .
س/ ما حكم تهنئة المرأة لرجل لتسجيله كعضو جديد بالمنتدى أو بزواجه أو بمولود له ؟
كما ذكرنا أن المرأة عورة وأنها محل لنظرالرجل وأن قلبه يميل إليها فإذا حصل منها مثل هذا الترحيب فهذا خروج عن حدود الأدب اللائق وإن من شأن ذلك أن يطمع هؤلاء الرجال بها وأن ترخصها بهذه الطريقة يجرئها ولن يقف الأمر عند هذا الحد حيث تكتب وهي لا تعرف . بل أن الجريئة من النساء سترحب بمن يعرفها وتعرفه و لربما تتواصل معه بالكتابات وتكتب مالا يصلح إلا لزوجها أو لمحارمها فإن الحياء يمنع المرأة من أن ترحب برجل ولو كانت لا تعرف .
ومثل هذه الكتابات تقوم مقام العبارات والإنسان إذا عرف أنه يحمل رمزاً عرفت هذه المرأة فإنه تعرف شخصيتها وان لم تعرف بذاتها .
فإذا كانت المرأة تقول أنها تدعو إلى الله وأنها تلتزم بشرع الله عز وجل وتعاليم الإسلام فكيف تكون مجترئة على الترحيب بالرجال بحجة أنهم أعضاء جدد فأين الحياء الذي توصف به المرأة وقد جعله الله عز وجل سمة تميزها فهاهي صارت تجترئ هذا الاجتراء !
س/ ما حكم المزاح بين الرجل والمرأة من جهة أو المرأة والمرأة في وجود رجال ؟
أما مزاح المرأة مع الرجل الأجنبي فهذا لا يجوز , وإن ذلك جميعاً من الأمور التي تؤدي إلى كسر الحاجز بين الرجال والنساء ونحن أمام تجرئة للنساء بالخروج و التبرج و السفور وهتك ما تبقى من حياء وحشمة فتكون المرأة كالمرأة الغربية تضاحك الرجل وتحادثه وتخالطه ولا تجد غضاضة في ذلك .
وإذا اعتاد الناس هذا فإنهم إذا تطاول بهم الزمان أصبح هذا هو المعروف وترحل الحياء من القلوب بحيث لا يكاد الإنسان يجد امرأة كأولئك النسوة اللاتي تجد الواحدة منهن حرجاً عظيماً إذا سمع الرجل صوتها أو رآها من غير قصد تتمنى لو أن الأرض ابتلعتها ولم يحصل ذلك .
ونحن نشاهد في مشارق الأرض ومغاربها من أحوال النساء ممن ينتسبن إلى الإسلام , فضلاً عن غيرهن ممن تجرأن على هذه الأمور وتسارعن فيها وأصبح ذلك لا يمثل حرجاً بالنسبة إليهن , بل لربما استحى الرجل وانقبض لشدة ما يرى من جراءة النساء وهذا لا يقف عند حد , حتى أنه قد وصل ببعضهن إلى البجاحة في أمور يستحي العاقل من ذكرها فضلاً عن أن يقوم في مثل هذه المقامات .
وأما ممازحة المرأة للمرأة أمام الرجال فإن ذلك لا يفترق كثيراً عن سابقه , لأن المرأة التي يكون لها صيانة وحشمة وحياء لا تفعل ذلك أمام الرجال لأنهم يقرأون هذا الكلام وكأنها توجه ذلك لهم فهم يضحكون مما يضحك منه ويتعجبون مما يتعجب منه و لربما يستحلون ظرفها أو دماثة خلقها أو سرعة بديهتها أو ما يحمله أسلوبها من السخرية أو الإثارة أو غير ذلك .
س/ ما حكم تصفح الإنترنت بلا فائدة مرجوة تعود بالنفع على المتصفح ؟ وهل يأثم فاعله على صرف المال والوقت اللذين ضيعهما بلا نفع ؟
الله عز وجل خلق الإنسان وأعطى كل واحد من هؤلاء الناس رأس مال وهو الوقت والأنفاس . وأخفى ذلك من حيث المقدار عليهم جميعاً فقد يكون الذي أعطيه عشر سنين أو ستين سنة أو نحو ذلك وقد يكون أقل أو أكثر والإنسان لا يدري فكل إنسان يعمل فمن الناس من يضيع جل وقته بهذا التصفح من غير طائل حتى يتحول ذلك إلى لون من الإدمان يجد أنه يدفع إليه دفعاً فهو يترقب استيقاظه من النوم من أجل أن يفتحه بل لربما باشر ذلك بعد إفطاره في رمضان مباشرة أو بعد رجوعه من العمل
بل حتى في ساعات العمل فهو يجد شغفاً وإدماناً يزجي فيه هذا الوقت ووجد كثير من البطالين بغيتهم بعد أن كانوا يجوبون الأسواق والطرقات لا يدرون كيف يقتلون هذا الوقت فوجدوا في ذلك مسرحاً واسعاً تقضى فيه الساعات الطوال فتمضي على الإنسان الليلة كأنها ساعة أو أقل من ذلك .
فعقارب الساعة تدور بشكل سريع يوجز عليه يومه في ساعة دون أن يشعر فيتعطل من كثير من الأعمال التي هو بصددها من العلم والعمل وطاعة الله تبارك وتعالى كل ذلك في أمور لا طائل تحتها فالمقصود أن الإنسان سيسأل عن وقته " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه ... " إلى آخر ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم , ثم أيضاً هذا العمر الذي أعطاه الله عز وجل وقد وصفته بأنه بمنزلة رأس المال إذا قدم الإنسان يوم القيامة فإن أقواما قد ملؤوا تلك الأنفاس واللحظات بما يقربهم إلى الله وسيجد آخرون أن صحفا قد ملئت بقيل وقال أو بأمور لا طائل تحتها أو بما يضرهم !
ثم إن هذا المتصفح أيضاً يجد أموراً تثير شبهة في القلب أو تثير شهوة أو تثير ضيقاً و ضجراً وكمداً فإذا تتابع ذلك على الإنسان بصورة يوميه فإن ذلك يورثه ألوان الأمراض الحسيه و المعنوية يورثه اليأس لربما حسب ما يقرأ فهي مادة يمد بها قلبه و لربما تظلم الدنيا في عينه إذا كان يتتبع الأخبار السيئة كلما وجد عنواناً من هذه الحيثية قرأه ثم هو أيضاً يجلب الكمد على نفسه ويؤثر فيه ذلك من الأمراض المستعصية من التي عجز الأطباء عن علاجها اليوم لأن ذلك إنما يكون نتيجة لما يتتابع على الإنسان من الهموم و الغموم و الآلام وقد عافى الله عز وجل الإنسان ولكنه فتش عنها في زوايا الأرض حتى جمع ذلك في قلبه فالإنسان ليس من الحكمة أن يتتبع كل ما يكتب وأن يقرأ كل ما يكتبه الكاتبون حتى تلك الكتابات السيئة يكفي أن يعرف الإنسان في الجملة ما يكاد لدين الله عز وجل فيذب عنه وينصره بقدر استطاعته
لكن أن يقرأ بالتفاصيل كل مقالة تمتلئ حقداً وسماً زعافا وأموراً يضيق بها صدر المؤمن , فإذا كان الإنسان ليس له هم إلا قراءة كتابة هؤلاء يتتبعها و لا يفوته منها شي فإن ذلك سيكون داء يسيطر على قلبه فيجد حر ذلك على كبده , فيعطله ذلك عن كثير من الأمور و لربما كان ذلك سبباً لتغير أخلاق هذا الإنسان فيشعر بشيء من النفور و لربما يكون في طباعه وأخلاقه شيء من الجفاء والغلظة ويكون مستفزاً سريع الغضب بسبب ما يقرأه
والناس إنما يعنون بما يسمعون منه وما يجدون في مخالطته دون معرفة تفاصيل أسباب هذه الجفوة أو هذه الأخلاق الصعبة السيئة .
س/ ما حكم وأثر استخدام الكلمات العامية في الرد على الرجال ؟؟
هذه الكلمات العامية إذا كان فيها ما لا يليق فإنه يمنع منها وكثير من النساء لربما تعبر بعبارات عامية تجذب قلب الرجل فهذا لا يجوز وأما إذا كانت العبارة العامية لا غضاضة فيها فهي كالفصيحة من حيث إنها لا نكارة فيها " وقلن قولاً معروفا " هذا لاشيء فيه مع أني أنصح النساء عموماً بترك ذلك كله لا بالفصيح ولا بالعامي .
س/ هل يجوز للفتاة أن تشارك في المسابقات التي بين الرجال و النساء في المنتدى وقد تختلط بالمزاح مع بعضهم البعض أو تتعرض لثنائهم لفطنتها أو ذكائها مثلاً ؟؟
على كل حال كل ما يؤدي إلى المنكر ينبغي سد الباب فذرائع الباطل والمنكر و الشر
ينبغي أن تقفل وأما المزاح فقد تكلمنا عنه وأما ما يجنيه هذا الإنسان الذي يمدح و يثنى على ما يكتب أو ما يقول أو ما يجيب به و ما يتوصل إليه بسبب ذلك الأمر المحرم فقد سبق الكلام على هذا .
س/ هناك من الفتيات متقنات في مجال التصميم وتضع تصميمها ويبدأ المصممون بالرد بالإعجاب بتصاميمها والمبالغة في مدحها والبعض يقف مع الأخت إلى أن تتقن ما وقعت به من خطأ في التصميم فما حكم ذلك ؟؟
على كل حال هذا كما سبق بحيث أن هذا يؤدي إلى علائق ووشائج وميل قلبي إلى أولئك الموافقين المعجبين ثم بعد ذلك يحصل التواصل خارج هذه المنتديات , فالسلامة كل السلامة في البعد . فالسلامة لا يعدلها شيء والقلب ضعيف والإنسان هو عبارة عن مخزون كبير من ألوان الغرائز والمشاعر التي تحركها الكلمات وتؤثر فيها الصور والمواقف والعبارات غاية التأثير , فلربما تتحرك غرائز الإنسان بكلمة يسمعها و لربما بمشهد يراه و لربما بثناء و مدح و إطراء و لربما تتحرك شهوته بكلام يقال أو بمرأى يشاهده أو أنه تتحرك عنده مشاعر الغضب و الانتقام من بعض ما يقرأ أو يسمع و لربما تحركت عنده مشاعر الرقة والخوف أو الخشوع بسبب أمور طرقت سمعه و لربما يحزن و لربما يفرح و لربما يضحك و لربما يبكي بحسب ما يعرض له فالإنسان يتوقى هذا كله أعني من الأمور التي توقعه في المحظور .